×
شرح قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة الجزء الأول

﴿قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغۡوِيَنَّهُمۡ أَجۡمَعِينَ ٨٢إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ ٨٣ [ص: 82، 83]. ولما قال الشيطان: ﴿إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ [الحجر: 40]، قال الله عز وجل: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ [الحجر: 42]، فعباد الله الذين أخلصوا له العبادة نجوا من عبادة الشيطان، فليس له سبيل عليهم، قال تعالى: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠ [النحل: 99، 100]. عرف الشيطان أنه لا سبيل له على عباد الله الذين أخلصوا له العبادة ولجؤوا إليه، فمن أطاع الشيطان وقبل ولايته هلك معه، ومن تولى ربه عز وجل، وأطاعه، وصبر على ما يصيبه، فإنه محفوظ من الشيطان ليس له سبيل إليه؛ لأن الله قد حفظه من الشيطان أن يغويه، وأن يخرجه عن الصراط المستقيم وإن كان يؤذيه، ويضايقه، ويوسوس له، ولكن لا يطيعه؛ لأن العبد المخلص لله لا يطيع الشيطان.

فهذه الآية فيها الضمان من الله عز وجل لأوليائه أنه سيحفظهم من كيد عدوهم، مما يحث الإنسان أن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى دائمًا وأبدًا، ويستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، ولا ينقاد له.


الشرح