وَلَمَّا قَالَ الشَّيْطَانُ: ﴿قَالَ
رَبِّ بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ
أَجۡمَعِينَ ٣٩إِلَّا عِبَادَكَ مِنۡهُمُ ٱلۡمُخۡلَصِينَ ٤٠﴾ [الحجر: 39- 40]
قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿إِنَّ عِبَادِي لَيۡسَ لَكَ
عَلَيۡهِمۡ سُلۡطَٰنٌ إِلَّا مَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلۡغَاوِينَ﴾ [الحجر: 42].
وَقَالَ فِي
وَصْفِ الْمَلائِكَةِ بِذَلِكَ: ﴿وَقَالُواْ ٱتَّخَذَ ٱلرَّحۡمَٰنُ
وَلَدٗاۗ سُبۡحَٰنَهُۥۚ بَلۡ عِبَادٞ مُّكۡرَمُونَ ٢٦لَا يَسۡبِقُونَهُۥ بِٱلۡقَوۡلِ
وَهُم بِأَمۡرِهِۦ يَعۡمَلُونَ ٢٧﴾ [الأنبياء: 26- 27].
إلى قوله: ﴿وَهُم
مِّنۡ خَشۡيَتِهِۦ مُشۡفِقُونَ﴾ [الأنبياء: 28].
****
للهِ
تَعَالى ولِخلْقِ الله، قال تعالى: ﴿وَإِذَا خَاطَبَهُمُ ٱلۡجَٰهِلُونَ﴾ [الفرقان: 63] لم يرُدُّوا عليهم بالمثلِ، وإنَّما
يُجيبونَهم بجوابٍ يَسْلمون فيه والمرادُ بالجهلِ هنا سُوءُ الخُلُق، لا الجهلِ
الذي هو عدمُ العلم، ثُمَّ بيَّن جزاءَهم في آخرِ السورةِ فقالَ: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
يُجۡزَوۡنَ ٱلۡغُرۡفَةَ﴾
يعني: الجنة، ﴿بِمَا
صَبَرُواْ وَيُلَقَّوۡنَ فِيهَا تَحِيَّةٗ وَسَلَٰمًا﴾
[الفرقان: 75]، والشاهدُ من هذا أنَّ اللهَ وصَفَ هؤلاء بأنَّهم عبادُ الرحمنِ
وذكَر ما يصْدُرُ منهم من أفعالِ الخير، فدَلَّ على أنَّه لا أحدَ يخرُجُ عن
عبوديةِ اللهِ مَهما بلَغَ من الفَضْل.
لعَنَ
اللهُ إبليسَ أي: طرَدَه من رحمتِهِ بسببِ كفرِه واستكبارِه عن أمرِ اللهِ حينما
أمَرَه أنْ يسجُدَ لآدم، قالَ إبليسُ: ﴿رَبِّ
بِمَآ أَغۡوَيۡتَنِي﴾ ولم يقُلْ
أَنِّي غَوِيت فاغفرْ لي فاحتجَّ بالقَدرِ على المعصية، ولمْ يتُبْ من الذَّنْبِ
كما تابَ آدمُ عليه السلام ُ ثم قال: ﴿لَأُزَيِّنَنَّ
لَهُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَأُغۡوِيَنَّهُمۡ