والدليلُ على ذلك أنَّ جبريلَ عليه السلام لما جاء
إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم بحضرةِ أصحابِه في صورةِ رجُل، وقال: «أَخْبِرْنِي عن الإِسْلامِ» فأخبرَه صلى
الله عليه وسلم بأركانِ الإسلامِ الخمسة، قال: «فَأَخْبِرْنِي عن الإِيمَانِ» فأخبرَه بأركانِ الإيمانِ السِّتَّة،
قال: «فَأَخْبِرْنِي عن الإِْحْسَانِ»،
فأخبَرَه عن الإِحسان، قال: «فَأَخْبِرْنِي
عن السَّاعَةِ»، قال صلى الله عليه وسلم: «مَا الْمَسْؤُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»، قال: «فَأَخْبِرْنِي عن إمارتها»، فأخبرَه صلى
الله عليه وسلم بشيءٍ من عَلاَمتِها، ثم في نهايةِ الحديث قال: «فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ
يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ»، فدَلَّ على أنَّ الإسلامَ والإيمانَ والإحسانَ كلُّ
ذلك داخلٌ في الدِّين، وأنَّ الدِّينَ شاملٌ لكلِّ أنواعِ العبادةِ من إسلامٍ
وإيمانٍ وإحسان.
العبادةُ
هي الذُّلُّ والانقيادُ للهِ عز وجل، يُقال: دانَ لله، أي: ذلَّ للهِ وخَضَع
وانقادَ له سبحانه وتعالى، فدِينُ اللهِ عبادتُه وطاعتُه والخُضُوعُ له، كُلُّها
بمَعْنى واحد.
الصفحة 21 / 397