كَمَا قَال تَعَالى: ﴿قُلۡ
يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا
وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡٔٗا وَلَا
يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ
فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾ [آل عمران: 64].
وَقَال تَعَالى: ﴿وَلَوۡ
أَنَّهُمۡ رَضُواْ مَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ وَرَسُولُهُۥ وَقَالُواْ حَسۡبُنَا ٱللَّهُ
سَيُؤۡتِينَا ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ وَرَسُولُهُۥٓ إِنَّآ إِلَى ٱللَّهِ رَٰغِبُونَ﴾ [التوبة: 59]
****
ولا
لغيرِه منها شيء، فالعبادةُ بجميعِ أنواعِها من الخوفِ، والرجاءِ، والتوكُّلِ،
والرغبةِ، والرهبةِ كلُّها لله. وهذه عباداتٌ قلبية.
قوله:
«كما قال تَعَالى: ﴿قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ
تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۢ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ﴾»
فقد أمرَ اللهُ تعالى رسولَه صلى الله عليه وسلم أن يدعو أهلَ الكتابِ إلى كلمةٍ
سواء، أي: عدل بينهم وبينَ المسلمين، وهذه الكلمة هي: ﴿أَلَّا
نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ﴾:
فدَلَّ على أنَّ العبادةَ للهِ وحدَه، فلا يُعبَدُ المسيح، ولا يُعبَدُ أحدٌ غير
اللهِ جل وعلا، ﴿وَلَا نُشۡرِكَ
بِهِۦ شَيۡٔٗا﴾، أي: شيء من الأشياء، ﴿وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا
بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ ِ﴾، أي: نتخذُ من دونِ اللهِ من يُحلِّلون ويُحرِّمون من
عندِ أنفسِهم؛ لأنَّ التحليلَ والتحريمَ حقٌّ للهِ سبحانه وتعالى، وكذلك لا
نتقرَّبُ لأحدٍ من الخلْقِ بأيِّ نوعٍ من أنواعِ العبادة، لا الذبحِ ولا النَّذْرِ
ولا غيرِ ذلك من أنواعِ العبادة، فكُلُّ ذلك خاصٌّ باللهِ سبحانه وتعالى.
* ﴿فَإِن
تَوَلَّوۡاْ﴾، أي: تولَّوا ولم يقبلوا وأصرُّوا
على ما هم عليه، ﴿فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ
بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ﴾، أي: أننا
مسلمون للهِ جل وعلا، لا للمسيحِ ولا لغيرِه، فنحنُ عبادٌ لله، وعبادتُنا للهِ
وحدَه لا شريكَ له،