×
شرح كتاب العبودية

 ويُسَلِّم»: ولا يجزَعُ ولا يتسَخَّطُ كما تفعلُ الجاهليةُ من النِّياحةِ وغيرِ ذلك، قولُه: «فيرضَى ويُسَلِّم» للهِ في مصيبتِه واللهُ تعالى:﴿يَهۡدِ قَلۡبَهُۥ «وقال تعالى: ﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ [الحديد: 22] »: مصائبُ الأرضِ بنقْصِ الثمراتِ وغورِ المِياهِ واحتباسِ الأمطارِ وحدوثِ الأمراضِ والمكارِه، ﴿وَلَا فِيٓ أَنفُسِكُمۡ من الأمراضِ والهُمومِ والأحزانِ وغيرِ ذلك، ﴿إِلَّا فِي كِتَٰبٖ أي: بقضاءٍ وقَدَر، مكتوبٌ في اللوحِ المحفوظ، ﴿مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ أي: نُوجِدها ونَخْلُقها، فالقضاءُ سبقَ وُجودَها ووُقوعَها ﴿إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ فهو قدَّرَ الأشياءَ كلَّها، وعلِمَها ولا يَشُقُّ عليه ذلك سبحانه وتعالى، ثم بيَّن الحكمةَ في كونِه أخبرَنا بذلك، فقال: ﴿لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ أخبرناكم بذلك لِئلاَّ تَجْزعوا بل تَصْبروا وتَحْتَسِبوا المَصَائب، وترضُوا بقضاءِ اللهِ وقدَرِه، ﴿وَلَا تَفۡرَحُواْ بِمَآ ءَاتَىٰكُمۡۗ من الخيرِ والنِّعَمِ فرحَ أشَرٍ وبطَرٍ وتكَبُّر، بل تشكرون اللهَ سبحانه وتعالى، فالمؤمنُ إذا أصابتْهُ ضَرَّاءُ: صَبَر، وإذا أصابتْهُ نَعْماءُ: شَكَر.


الشرح