النوع الثاني:
«ومن اكتفى بها في بعض الأمور دون بعض...»؛
من الناسِ مَنْ يرفُضِ التَّوحيدَ ويأتي ببعضِه كمَن يعبدِ اللهَ ويَعبدُ معَه
غيرَه فهو مُشرِك.
النوع
الثالث: مَن يَعبدِ اللهَ وحدَه لا شريكَ له،لكن عندَه بعضُ
الذنوبِ التي دونَ الشِّرك. فهذا «نقَصَ
من إيمانِه وولايتِه للهِ بحسبِ ما نقَصَ من الحقائقِ الدينية»؛ قد يكونُ
النَّقصُ دونَ الشِّرك؛ فالمعاصي التي دونَ الشركِ تُنقِصُ الإيمانَ والتوحيد،
سواءً كانت كَبائرَ أو صَغَائر، فالكبيرةُ التي دونَ الشِّركِ تُنقِصُ حقيقةَ
الإيمانِ ولا تُبطِلُه كما يقولُ الخوارجُ وأتباعُهم، والذنوبُ الصغائرُ تُنقِصُ
كمالَ الإيمان.
قوله:
«وهذا مقامٌ عظيمٌ فيه غلط الغالطون..»:
وهو أَمْرُ التوحيدِ والعِبادة، ومَن هو المُشرِكُ ومَن هو المُوَحِّد، ومَن هو
المؤمنُ ومَن هو الكَافر، ومن هو ناقصُ الإيمانِ، هذا مقامٌ عظيمٌ يحتاجُ إلى
اهتمام، ويحتاجُ إلى تأمُّلٍ ودراسةٍ لِئلاَّ يَزِلَّ الإنسانُ فيه فيَهْلَك، وقد
زَلَّ فيه أكابرُ من العلماءِ كالمُعتزَلةِ والأشَاعِرة، مع أنَّهم علماء،
فالخَطَرُ في هذا عظيم؛ ولهذا تُعَدُّ هذه الرسالةُ - رسالة العبودية - رسالةٌ
قيِّمةٌ وجيدة، ينبغي العنايةُ بِها ودراستُها وفَهْمُ ما فيها، وتَفْهيمُ الناسِ
إيَّاها.