وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ضَرَبَ
ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلٗا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ وَرَجُلٗا سَلَمٗا
لِّرَجُلٍ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا
يَعۡلَمُونَ﴾ [الزمر: 29] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ضَرَبَ
ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدٗا مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ﴾ [النحل: 75]. إلى
قوله: ﴿۞ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدٗا
مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَمَن رَّزَقۡنَٰهُ مِنَّا رِزۡقًا حَسَنٗا
فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرّٗا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ يَسۡتَوُۥنَۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ
أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ ٧٥وَضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلَيۡنِ أَحَدُهُمَآ
أَبۡكَمُ لَا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوۡلَىٰهُ أَيۡنَمَا يُوَجِّههُّ
لَا يَأۡتِ بِخَيۡرٍ هَلۡ يَسۡتَوِي هُوَ وَمَن يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ وَهُوَ عَلَىٰ
صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٧٦﴾ [النحل: 75- 76]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿لَا
يَسۡتَوِيٓ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِ وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِۚ أَصۡحَٰبُ ٱلۡجَنَّةِ هُمُ
ٱلۡفَآئِزُونَ﴾ [الحشر: 20].
****
قوله: «وقال تعالى: ﴿ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلٗا رَّجُلٗا فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَٰكِسُونَ
وَرَجُلٗا سَلَمٗا لِّرَجُلٍ هَلۡ يَسۡتَوِيَانِ مَثَلًاۚ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ
أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الزمر: 29]
»: هذا مثلٌ للمؤمنِ المُوحِّدِ والمُشرك، فالمُوحِّدُ
كالمملوكِ لرجلٍ واحدٍ يستريحُ معَه ويُرضِيه، وأمَّا المُشرِكُ فهو كالمملوكِ
لعِدَّةِ أسْياد، لا يَدْري من يُرضِي منهم، ولهذا قال يوسُفُ عليه السلام ُ لمَن
معَه في السِّجن: ﴿يَٰصَٰحِبَيِ
ٱلسِّجۡنِ ءَأَرۡبَابٞ مُّتَفَرِّقُونَ خَيۡرٌ أَمِ ٱللَّهُ ٱلۡوَٰحِدُ ٱلۡقَهَّارُ﴾ [يوسف: 39].
«وقال تعالى: ﴿ضَرَبَ
ٱللَّهُ مَثَلًا عَبۡدٗا مَّمۡلُوكٗا لَّا يَقۡدِرُ عَلَىٰ شَيۡءٖ وَمَن رَّزَقۡنَٰهُ
مِنَّا رِزۡقًا حَسَنٗا فَهُوَ يُنفِقُ مِنۡهُ سِرّٗا وَجَهۡرًاۖ هَلۡ يَسۡتَوُۥنَۚ
ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِۚ بَلۡ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [النحل: 75]
»: وهذا مثلٌ للمؤمنِ الحُرِّ الذي يُنفِقُ في سبيلِ
اللهِ والعبدِ المملوكِ الذي لا يَملِكُ شيئًا ولا يُنفِق.
الصفحة 11 / 397