×
شرح كتاب العبودية

وبين المتقين والفجار، بل يفرق الله بينهم في الجزاء والأحكام ولو كان لهم عذر بالقضاء والقدر لما فرق الله بينهم ولما أمر بمعاداتهم ومقاطعتهم وبغضهم.

وقال تعالى: «﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21] »: وهذا استنكار من الله للذين يظنون أن الله سيسوي بين المؤمنين والمسيئين، فهذا لا يليق بحكمته سبحانه ولا يليق بعدله سبحانه وتعالى.

قوله: «وقال تعالى: ﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ ١٩وَلَا ٱلظُّلُمَٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ ٢٠وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ ٢١وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ ٢٢ [فاطر: 19- 22] »: فالله فرق بين الأشياء المتضادة، من الكفر والإيمان، والطاعة والمعصية، فلم يسوِ الله بين الأعمى والبصير، ولا بين الظلمات والنور، ولا بين الظل والحرور، فالمتضادات لا تتساوى أبدًا، والكفر والإيمان متضادان لا يسوي الله بينهما، والمؤمن والكافر متضادان لا يسوي الله بينهما، ولا يجوز للمؤمن أن يسوي بينهما.


الشرح