×
شرح كتاب العبودية

وَقَالَ: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28] وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ ٱجۡتَرَحُواْ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ أَن نَّجۡعَلَهُمۡ كَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ سَوَآءٗ مَّحۡيَاهُمۡ وَمَمَاتُهُمۡۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ [الجاثية: 21]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَعۡمَىٰ وَٱلۡبَصِيرُ ١٩وَلَا ٱلظُّلُمَٰتُ وَلَا ٱلنُّورُ ٢٠وَلَا ٱلظِّلُّ وَلَا ٱلۡحَرُورُ ٢١وَمَا يَسۡتَوِي ٱلۡأَحۡيَآءُ وَلَا ٱلۡأَمۡوَٰتُۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُسۡمِعُ مَن يَشَآءُۖ وَمَآ أَنتَ بِمُسۡمِعٖ مَّن فِي ٱلۡقُبُورِ ٢٢ [فاطر: 19- 22].

****

لأنَّ اللهَ يُبغِضُهم، والمؤمنُ يُبغِضُ من يُبغِضُه اللهُ سبحانه، ويُحِبُّ مَن يُحِبُّه الله، وتلكَ علاماتُ المُؤمن، و﴿مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ هو الذي كفَرَ باللهِ ورسولِه، ولو كانوا أقربَ الناسِ إليهم، بأن ﴿كَانُوٓاْ ءَابَآءَهُمۡ أَوۡ أَبۡنَآءَهُمۡ أَوۡ إِخۡوَٰنَهُمۡ أَوۡ عَشِيرَتَهُمۡۚ فإذا كان هذا في الأقارب؛ فكيفَ بغيرِ الأقاربِ مِن الكُفار.

الشاهد من هذا: أنه لو كان هناك عُذرٌ بالاحتجاجِ بالقضاءِ والقَدَرِ ما أمَرَ اللهُ بمُعَادَاتِهم ومُقاطَعَتِهم.

قوله: «وقال تعالى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ [القلم: 35] »: هذا اسْتِنكارٌ من اللهِ أنْ يجعلَ المُسْلمين كالمُجرمين؛ بل لا بُدَّ أن يُفرِّقَ بينهم في الجزاءِ وفي الأحكام، ولا يَليقُ بحكمتِه سبحانه ولا بعَدْلِه أن يُسوِّيَ بينَ المُسلمين والمُجرمين.

«وقال: ﴿أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّٰلِحَٰتِ كَٱلۡمُفۡسِدِينَ فِي ٱلۡأَرۡضِ أَمۡ نَجۡعَلُ ٱلۡمُتَّقِينَ كَٱلۡفُجَّارِ [ص: 28] »: هذا استنكار من الله أن يسوي بين الذين آمنوا وعملوا الصالحات وبين المفسدين في الأرض، 


الشرح