×
شرح كتاب العبودية

﴿إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4]. وقال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ [المجادلة: 22]. إلى قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ [المجادلة: 22]. وَقَالَ تَعَالَى: ﴿أَفَنَجۡعَلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ كَٱلۡمُجۡرِمِينَ [القلم: 35].

****

بِٱلۡمَوَدَّةِ وَقَدۡ كَفَرُواْ بِمَا جَآءَكُم مِّنَ ٱلۡحَقِّ على يدِ الرسولِ صلى الله عليه وسلم، ﴿يُخۡرِجُونَ ٱلرَّسُولَ وَإِيَّاكُمۡ أي يَطردُونَكم من مكة، ويَطردُونكم من أوطانِكم، من أجْلِ ﴿أَن تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ رَبِّكُمۡ، فهذا هو السَّبب، لم يُخرِجُوكم إلا بِسَببِ الإيمانِ بربِّكم، ﴿إِن كُنتُمۡ خَرَجۡتُمۡ جِهَٰدٗا فِي سَبِيلِي وَٱبۡتِغَآءَ مَرۡضَاتِيۚ تُسِرُّونَ إِلَيۡهِم بِٱلۡمَوَدَّةِ وَأَنَا۠ أَعۡلَمُ بِمَآ أَخۡفَيۡتُمۡ فمهْمَا حاولَ الإنسانُ الإخْفاء؛ فإنَّ اللهَ يعلمُه، وقد يتوبُ عليه وقد لا يتوبُ عليه، ثم إنَّه لمَّا وَبَّخَهم على هذا قال: ﴿قَدۡ كَانَتۡ لَكُمۡ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ فِيٓ إِبۡرَٰهِيمَ وَٱلَّذِينَ مَعَهُۥٓ إِذۡ قَالُواْ لِقَوۡمِهِمۡ إِنَّا بُرَءَٰٓؤُاْ مِنكُمۡ وَمِمَّا تَعۡبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ كَفَرۡنَا بِكُمۡ وَبَدَا بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةُ وَٱلۡبَغۡضَآءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤۡمِنُواْ بِٱللَّهِ وَحۡدَهُۥٓ [الممتحنة: 4] أي: لكم القدوةُ في إبراهيمَ والمؤمنين الذين معه الذين تَبرَّأُوا من الكُفار، فقد تَبرَّأ إبراهيمُ عليه السلام ُ من أبيه، لما تَبيَّن له أنَّه عدوٌّ لله. فالوَلاءُ والبَراءُ من دِينِ إبراهيمَ عليه السلام.

«وقال تعالى: ﴿لَّا تَجِدُ قَوۡمٗا يُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ يُوَآدُّونَ مَنۡ حَآدَّ ٱللَّهَ إلى قوله: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ ٱلۡإِيمَٰنَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٖ مِّنۡهُۖ [المجادلة: 22] »: فالإيمانُ يَتنَافى مع مُوالاةِ الكُفار، فالذي في قلبِه إيمانٌ لا يُمكنُ أن يُواليَ الكفارَ ويُحِبُّهم أبدًا؛


الشرح