كَمَا صرَّح بذلك طواغيتُهم؛ كَابْن عَرَبِيّ
صَاحب «الفصوص»، وَأَمْثَاله من المُلْحِدِينَ المفترين كَابْن سبعِين
وَأَمْثَالِه، وَيشْهدُونَ أَنهم هم العابدون والمعبودون، وَهَذَا لَيْسَ بِشُهُود
لحَقِيقَة؛ لاَ كونية وَلاَ دينِيَّة؛ بل هُوَ ضلال وعمى عَن شُهُود الحَقِيقَة
الكونية؛ حَيْثُ جعلُوا وجود الخَالِق هُوَ وجود المَخْلُوق، وَجعلُوا كل وصف
مَذْمُوم وممدوح نعتًا للخالق والمخلوق، إِذْ وجود هَذَا هُوَ وجود هَذَا عِنْدهم.
****
قَولُه: «كَما صَرَّح بِذلكَ طَواغِيتُهم؛ كَابنِ عَربِي صَاحِب «الفُصُوص»»،
أَي: كِتَاب «فُصُوص الحِكَم»، وَهُو
كِتاب يَطبَعُه أَتباعُهُ اليَومَ وَيعرضونَه فِي معَارض الكُتبِ تَرويجًا لِهذَا
المَذهَب.
*
وَ«كَابنِ سَبعِين، وَأمثَالِه»، مِن
أَهلِ وَحدَةِ الوُجُود، وَكابِن الفَارضِ صَاحِب القَصيدَة التَّائيَّةِ التِي
نَظمَ فِيها هَذا المَذهَب.
قَولُه:
«وَيشْهَدُون أَنَّهم هُم العَابِدونَ
وَالمَعبُودُون»، أَي: لاَ يَرون أنَّ هُنَاك مَعبُود وَعابِد فَالكَونُ
كُلُّه مَعبُودٌ.
مَآلُ
هَذا المذْهَب:
«وَهَذا لَيس بِشُهود لِحَقيقَة؛
لاَ كَونِية وَلا دِينِيَّة»، أَي هَذا المَذْهَب الخَبِيثُ
لَيسَ فِيه إِثبَاتُ شَيءٍ، هَذا أَشدُّ أَنْوَاع الإِلحَادِ؛ لأَنَّهُ مُخالِف
لِلحِسِّ وَالعَقلِ وَالشَّرعِ.
«بَل هُو ضَلالٌ وَعَمى عَنْ شُهودِ
الحَقِيقَة الكَونِيَّة؛ حَيثُ جَعَلوا وُجودَ الخَالِق هُوَ وُجودُ المَخلُوقِ،
وَجَعلوا كُلَّ وَصفٍ مَذمُومٍ وَممدُوحٍ نَعتًا للخَالِق وَالمَخلُوقِ، إِذ وُجُود
هَذا هُو وُجُود هَذا عِنْدَهُم».