×
شرح كتاب العبودية

فَقَد قَال قائلُهم:

وَكُلُّ كَلاَمٍ فِي الوُجُودِ كَلاَمُهُ **** سَوَاءٌ عَلَيْنَا نَثْرُهُ وَنِظَامُهُ

 فَيَكونُ عِندَهم القُرآنُ وَالشِّعر والسَّبُّ والذَّمُّ والشَّتمُ هُو كَلامُ اللهِ، نَسألُ اللهَ العَافِيَة.

وَيَقولونَ: وَمَا الكَلبُ وَالخِنْزيرُ إِلاَّ إِلَهنا.

فَالواجِبُ عَلَى الإِنْسانِ إِذا اطَّلَع عَلَى هَذهِ الأُمورِ - وَهي وَاقِعة - أَن يَسْأل اللهَ السَّلامَة والعَافيَة، وَأن يَشكُر اللهَ عَلى نعْمَتِه، وَعَلى فَضلِه أَن هَدَاه لِلإسْلاَم وَالإيمَان وَركَّبَ فِيه العَقلَ الذِي يُميزُ بهِ بَينَ الحقِّ وَالباطِل، هَذا مِن نَاحيَة.

وَمِن نَاحيةٍ أُخرَى يخَاف عَلى نَفْسهِ مِن الضَّلالِ وَالزَّيغِ وَالإلْحادِ، فَهَؤلاءِ آَدمِيُّون لَهُم عُقولٌ، وَلكنْ طَمسَ اللهُ بَصائِرهُم وَأبْصَارهُم وَأضلَّهُم عَلى عِلمٍ وَالعياذُ بِالله.

فالإنْسَان يَخشَى عَلى نَفسِهِ مِن هَذه الأُمورِ، وإنَّمَا يَدرُسهَا مِن أَجلِ أَن يَحذَر مِنهَا، وَأنْ يَشكُر اللهَ، وَأنْ يَسأله الثَّبَات، أَمَّا إِذا لَم يَعرِفْها فَإنَّه لَربَّما وَقعَ فِيها وَاغتَرَّ بِها وَهوَ لا يَدرِي، نَسألُ اللهَ العَافيةَ، لا سِيَّما وَلها دُعاةٌ يُروِّجُونها بَين النَّاس.


الشرح