يَصلُوا إِلى اللهِ ويُسقِطُونها عَن الخَاصَّة
الذِين وَصلُوا إلَى اللهِ وَيسمُّونَهم المَحجُوبِين.
قالَ
الشَّيخ: «وَهؤلاءِ يَجعَلونَ الأمْرَ
وَالنَّهي لِلمَحجُوبِين».
·
شُبهَتُهُم
فِي ذَلكَ:
قَال
الشَّيخ: «وَربَّما
تَأوَّلوا عَلى ذَلكَ»، أي: رُبَّما اسْتدَلُّوا عَلى ذَلكَ بِقولِه
تعَالَى: ﴿وَٱعۡبُدۡ
رَبَّكَ حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾
[الحجر: 99]، ويُفسِّرونَ اليَقينَ بِالوُصول إلَى اللهِ، فَمَن وَصَل سَقَطتْ
عَنهُ التَّكاليفُ.
ويَزعُمُون
أَنَّ الخضر سَقَطـَت عَنهُ التَّكالِيف حَيثُ لَم يَتَّبعْ مُوسى وَقد سَبَق
الجَوابُ عَن ذَلكَ.
·
حُكمُ
هَؤلاءِ:
قَال الشَّيخُ: «وَقَول هَؤلاءِ كُفرٌ صَريحٌ»؛ لأنَّهمْ خَالَفوا النُّصوصَ التِي فِيها أنَّ جَميعَ النَّاس مُكلَّفون بِعبادَة اللهِ تَعالى إِلى المَمَات، قَال تَعَالى: ﴿وَمَا خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]. فمَعنَى قَولِه تَعَالى: ﴿حَتَّىٰ يَأۡتِيَكَ ٱلۡيَقِينُ﴾ أي: حَتَّى يَنزِلَ بِك المَوتُ، وَقالَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ» ([1]). الحَديث.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1631).
الصفحة 3 / 397