وكما قَالَ تَعَالَى عَنْهُم: ﴿سَيَقُولُ
ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا
وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 148].
المُشرِكُون
يَبتَدعُون مَا لَم يُشرِّعْه اللهُ، والصُّوفيَّة وعُلماء الكَلام كَذَلك:
قالَ الشَّيخُ:
وَقد ذَكَرَ عَن المُشْركين مَا ابتدعوه من الدَّين الذي فِيهِ تَحْلِيل الحَرَام،
وَالعبادَة التي لَمْ يُشرِّعْها الله بِمثل قَوْله تَعَالَى: ﴿وَقَالُواْ
هَٰذِهِۦٓ أَنۡعَٰمٞ وَحَرۡثٌ حِجۡرٞ لَّا يَطۡعَمُهَآ إِلَّا مَن نَّشَآءُ
بِزَعۡمِهِمۡ وَأَنۡعَٰمٌ حُرِّمَتۡ ظُهُورُهَا وَأَنۡعَٰمٞ لَّا يَذۡكُرُونَ ٱسۡمَ
ٱللَّهِ عَلَيۡهَا ٱفۡتِرَآءً عَلَيۡهِۚ﴾ [الأنعام: 138]
إِلَى آخر السُّورَة.
****
«وَكمَا
قَال تَعَالى عَنهُم: ﴿سَيَقُولُ ٱلَّذِينَ أَشۡرَكُواْ لَوۡ شَآءَ ٱللَّهُ
مَآ أَشۡرَكۡنَا وَلَآ ءَابَآؤُنَا وَلَا حَرَّمۡنَا مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 148] »، فهُم يَحتَجُّون بالقَدَر عَلى
كُفرِهم ومَعَاصيهِم، وَكذلِك الجَبرِيَّة والصُّوفيَّة.
المُشرِكُون
ابْتَدعوا فِي الشَّرع تَحلِيل الحَرامِ وَتحرِيم الحَلالِ كَما ذَكَر اللهُ عَنهم:
«بِمثْل قَولِه تَعَالى: ﴿وَقَالُواْ هَٰذِهِۦٓ أَنۡعَٰمٞ وَحَرۡثٌ حِجۡرٞ لَّا يَطۡعَمُهَآ
إِلَّا مَن نَّشَآءُ بِزَعۡمِهِمۡ وَأَنۡعَٰمٌ حُرِّمَتۡ ظُهُورُهَا وَأَنۡعَٰمٞ
لَّا يَذۡكُرُونَ ٱسۡمَ ٱللَّهِ عَلَيۡهَا ٱفۡتِرَآءً عَلَيۡهِۚ﴾ [الأنعام:
138] »، فَقد كَانوا يَجعلُون قِسمًا مِن زُروعِهِم
وَحُرُوثِهم للهِ وَلأصْنَامِهم وَلا يَأكُلونَه وَيقُولونَ: هَذا للهِ،
يَتعبَّدُون للهِ، فابْتَدعوا مَا لمْ يُشرَعْ لَهُم.
قالَ
تعَالى: ﴿وَجَعَلُواْ
لِلَّهِ مِمَّا ذَرَأَ مِنَ ٱلۡحَرۡثِ وَٱلۡأَنۡعَٰمِ نَصِيبٗا فَقَالُواْ هَٰذَا
لِلَّهِ بِزَعۡمِهِمۡ وَهَٰذَا لِشُرَكَآئِنَاۖ﴾
[الأنعام: 136]، فيَجعَلون مِن
الصفحة 1 / 397