وَكَذَلِكَ فِي سُورَة الأَعْرَاف في قوله: ﴿يَٰبَنِيٓ
ءَادَمَ لَا يَفۡتِنَنَّكُمُ ٱلشَّيۡطَٰنُ كَمَآ أَخۡرَجَ أَبَوَيۡكُم مِّنَ ٱلۡجَنَّةِ﴾ إِلَى قَوْله: ﴿قُلۡ
أَمَرَ رَبِّي بِٱلۡقِسۡطِۖ﴾ [الأعراف: 29] ﴿وَأَقِيمُواْ
وُجُوهَكُمۡ عِندَ كُلِّ مَسۡجِدٖ﴾ [الأعراف: 29] إِلَى قَوْله: ﴿وَكُلُواْ
وَٱشۡرَبُواْ وَلَا تُسۡرِفُوٓاْۚ إِنَّهُۥ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُسۡرِفِينَ﴾ [الأعراف: 31]
إِلَى قَوْله: ﴿قُلۡ إِنَّمَا حَرَّمَ
رَبِّيَ ٱلۡفَوَٰحِشَ مَا ظَهَرَ مِنۡهَا وَمَا بَطَنَ وَٱلۡإِثۡمَ وَٱلۡبَغۡيَ
بِغَيۡرِ ٱلۡحَقِّ وَأَن تُشۡرِكُواْ بِٱللَّهِ مَا لَمۡ يُنَزِّلۡ بِهِۦ
سُلۡطَٰنٗا وَأَن تَقُولُواْ عَلَى ٱللَّهِ مَا لَا تَعۡلَمُونَ﴾ [الأعراف: 33].
****
الزُّروعِ والمَواشي قِسمَين: قِسمٌ للهِ،
وَقسمٌ للأصْنَام، كُلُّ هذا تَحكُّمٌ مِن عِندَهم.
وَالأنعَام
التِي يَملِكونها جَعَلوا منْهَا البَحيرةَ والوَصيلَة والحَامِي؛ أشْياءٌ لَم
يُشرِّعْها اللهُ سُبحانه وَتعالَى، فَاللهُ خَلق بَهيمَة الأنعَام لِمصالِحِنا
وَمنافِعِنا، نَأكلُ مِنها وَنشربُ مِن لبَنِها وَنركَبها وَنستعْمِلها فِي
حَاجاتنَا وَنحمِل عَليهَا، وَلم يَأمرْنا أَن نُسيِّب مِنها شَيئًا لِلأصنَام أو
للهِ، وَنَقول هَذه لاَ تُركبُ وَلا تُحلبُ وَلا تُؤكلُ، كُلُّ هَذا تَخبُّط في
الحَلال والحَرام لَم يُشرِّعْه اللهُ.
قَولُه:
«وَكذلِك فِي سُورة الأَعْرَاف»، ذَكر
سُبحَانه فِي سُورَة «الأعْرَاف» ما
فَعلَه إِبلِيس مَع الأَبوَينِ عَليهِمَا السَّلامُ، وَأنَّه حَاولَ مَعهُما أَن
يُطيعَاه لِيبْدي لَهمَا مَا وُوري عَنهُما مِن سَوءاتِهمَا؛ أي: عَورَاتِهما، حَاول
مَعهُما ذَلكَ حتَّى أَكلا مِن الشَّجرةِ التِي نُهيا عَن الأكْلِ مِنهَا، فَبدت
لَهمَا سَوءاتُهما؛ أي: عَورَاتُهما.
الصفحة 2 / 397