×
شرح كتاب العبودية

فَهَذه طَريقَتُهم مَع أَدلَّة الشَّرع: إِمَّا تَأويلُها وَتحرِيفُها وَتفسِيرُها كَما يُريدُون، وَإمَّا أَن يُفوِّضُونَها كَأنَّها أَحاجٌ وَألغَاز لاَ يُعرفُ مَعناهَا.

وذَلكَ إِذا عَجَزوا عَن تَأويلِها إِنَّها لاَ تَدلُّ عَلى مَا يَقولُه أَهلُ السُّنةِ وَالجمَاعةِ مِن إثْباتِ أَسماءِ اللهِ وَصفاتِه، وَربَّما يَنسِبون هَذه الطَّريقَة الإِلحَاديَّة إلَى السَّلف، ويَقولون: طَريقَة السَّلف هِي التَّفويضُ، وَطريقَة الخَلف هِي التَّأويلُ؛ وَلذلِك قَالُوا: طَريقَة السَّلف أسْلَم وَهي التَّفويض، وَطرَيقةُ الخَلف أعَلَم وأحْكَم وَهي التَّأوِيل.

وقَد كَذبوا فَهذه لَيسَت طَريقة السَّلف، وَليسَت طَريقَة السَّلفِ أَسلَم فَقط؛ بَل هِي الأسْلمُ وَهِي الأَعلَم والأَحكَم.


الشرح