×
شرح كتاب العبودية

وَ«الثَّانِي» أَن يعْبَدَ بِمَا أَمرَ وَشرع لاَ بِغَيْر ذَلِك منَ البِدَع.

قَالَ تَعَالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا [الكهف: 110]

****

وقَال تَعَالى: ﴿وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا [النساء: 125]، فَهَذه هِي الأسْباب الصَّحيحَة للنَّجاةِ.

ولِهذا قَال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وِإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ» ([1]).

وهَذا مَعنَى قَولِه: «أَن يُعبَد بِما أَمَر وَشرعَ لاَ بِغيرِ ذَلكَ مِن البِدعِ»، فَلا يُعبدُ اللهُ إلاَّ بِما شَرَعه عَلى لِسَان رَسولِه مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم؛ ولِهذا قَال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» ([2])، وَقَال صلى الله عليه وسلم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ المَهْدِيِينَ الرَّاشِدِينَ»، فَمن تَركَ العَملَ بِالسُّنَّة ضَلَّ.

ولِهذا قَالَ: «وِإِيّاكُمْ وَمُحْدثَاتِ الأُمُورِ؛ فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» ([3])، وَفي رِوَاية: «وَكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ» ([4])، هُناكَ عَوائِد


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (2141)، ومسلم رقم (1718).

([3])  أخرجه: أبو داود رقم (4607)، والترمذي رقم (2676)، وابن ماجه رقم (42)، وأحمد رقم (17142).

([4])  أخرجه: النسائي رقم (1578)، وابن خزيمة رقم (1785).