وَهُناكَ اسْتحسَانَات وَهُناك مُبتَدعَات
يَتَّبعُها كَثيرٌ مِن النَّاس، وهُنَاك أَهواءٌ وَرغبَاتٌ مخَالِفة لِلسُّنَّة.
وَكُلُّ
ذَلك ضَلالٌ يَخرجُ عَن سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، قَال تَعالى: ﴿فَإِن لَّمۡ
يَسۡتَجِيبُواْ لَكَ فَٱعۡلَمۡ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهۡوَآءَهُمۡۚ﴾ [القصص: 50]، فَلَيس هُنَاك هِدَاية إِلاَّ بِالاسْتِجَابَة
لِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، والتَّمسُّك بِسُنَّته، وَلن يَحصُلَ ذَلكَ
إِلاَّ إِذا تَعلَّم الإِنسَان سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم وَفَهِمَها
وأتْقَنَها، ثُمَّ بَعد ذَلك يَتَمسَّك بِها عَلى بَصِيرةٍ.
أمَّا
إِذا لَم يَعلَم سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فَقَد يَكون عَلى بِدعَة
وَيَظن أنَّها سُنَّة؛ لأنَّه وَجَدَ النَّاس عَليهَا، وأَهلُ الضَّلال يَدعُون
إِليهَا وَيُنَمقُونَها، وَلكَونِه يَجهَل سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
فَقد تَنطَلِي عَليهِ الضَّلالاَتُ وَيَظنُّها سُنَّة، وَهُو لاَ يُميِّز بَينَ
السُّنَّة والبِدعَة.
قَولُه:
«قَال تَعالَى: ﴿فَمَن كَانَ يَرۡجُواْ
لِقَآءَ رَبِّهِۦ فَلۡيَعۡمَلۡ عَمَلٗا صَٰلِحٗا وَلَا يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ
رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾
[الكهف: 110] »، هَذَا
فِيه الشَّرطَان:
الشَّرط
الأَوَّل: ﴿فَلۡيَعۡمَلۡ
عَمَلٗا صَٰلِحٗا﴾، وَلا
يَكُون العَملُ صَالحًا إِلاَّ إِذا كَان عَلى سُنَّة الرَّسُول صلى الله عليه
وسلم.
والشَّرطُ
الثَّاني: الإِخْلاَص: ﴿وَلَا
يُشۡرِكۡ بِعِبَادَةِ رَبِّهِۦٓ أَحَدَۢا﴾.