وَقَالَ تَعَالَى: ﴿بَلَىٰۚ
مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ
رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112]،
وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَنۡ
أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ
مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا﴾ [النساء: 125].
****
«وَقَال
تَعَالى: ﴿بَلَىٰۚ
مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ فَلَهُۥٓ أَجۡرُهُۥ عِندَ
رَبِّهِۦ وَلَا خَوۡفٌ عَلَيۡهِمۡ وَلَا هُمۡ يَحۡزَنُونَ﴾ [البقرة: 112]
»، بِهَذينِ الشَّرطَين يَحصُل عَلى الأَجْر وَمِن
دُونِهما لاَ يَحصُل عَلى شَيءٍ.
فاليَهُود
واَلنصَارَى قَالوا: ﴿لَن
يَدۡخُلَ ٱلۡجَنَّةَ إِلَّا مَن كَانَ هُودًا أَوۡ نَصَٰرَىٰۗ﴾ [البقرة: 111]؛ اليَهُود يَقُولون: لَن يَدْخُل
الجَنَّة إِلاَّ مَن كَان يَهُوديًّا، وَالنَّصَارى يَقُولون: لَن يَدْخل الجَنَّة
إِلا مَن كَان نَصْرانيًّا، وَرَد اللهُ عَلَيهِم: ﴿بَلَىٰۚ﴾،
هذَا نَقضٌ لِنفْيِهم، أي: يَدخُلُها، ﴿بَلَىٰۚ مَنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾ وَلَو لَمْ يَكُن يَهُوديًّا وَلا نَصْرانيًّا، فَمن
اتَّصَف بِهاتينِ الصِّفَتين دَخَل الجَنَّة مِن أَيِّ لَون وَمن أَي جِنس وَفِي
أَي وَقتٍ؛ لاَ كَما يَدَّعيه اليَهُود وَالنَّصَارى مِن حَصْرِهم دُخولِ الجَنَةِ
لَهُم دُونَ غَيرِهم.
قَولُه:
«وقَال تَعَالى: ﴿وَمَنۡ
أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ
مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا﴾ [النساء: 125] »، وَفِي هَذه الآَية الشَّرطَان
أَيضًا:
الشَّرطُ
الأوَّلُ: فِي قَوله: ﴿مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ﴾، أَي: أَخْلص عَمَله للهِ.
والشَّرطُ الثَّاني: ﴿وَهُوَ مُحۡسِنٞ﴾، أي: مُتَّبعٌ لِلرسول صلى الله عليه وسلم.