فَالعَمَل الصَّالح هُوَ الإِحْسَان وَهُوَ فعل
الحَسَنَات. و«الحسنات» هِيَ مَا أحبه الله وَرَسُوله، وَهُوَ مَا أَمر بِهِ أَمر
إِيجَاب أَو اسْتَحبابَ، فَمَا كَانَ من البدع فِي الدِّين التِي لَيست مَشْرُوعَة
فَإِن الله لاَ يُحِبهَا وَلاَ رَسُوله، فَلاَ تكون من الحَسَنَات وَلاَ من
العَمَل الصَّالح، كَمَا أَن من يعْمل مَا لاَ يجوز، كالفواحش وَالظُّلم لَيْسَ من
الحَسَنَات، وَلاَ من العَمَل الصَّالح..
****
وأَصْل
السُّنَّة مَا كَان عَلَيه إِبرَاهيم الخَليلُ عليه الصلاة والسلام، قَال تَعَالى:
﴿إِنَّ إِبۡرَٰهِيمَ
كَانَ أُمَّةٗ قَانِتٗا لِّلَّهِ حَنِيفٗا وَلَمۡ يَكُ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ ١٢٠شَاكِرٗا
لِّأَنۡعُمِهِۚ ٱجۡتَبَىٰهُ وَهَدَىٰهُ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ١٢١﴾ [النحل: 120- 121]، ﴿ثُمَّ أَوۡحَيۡنَآ إِلَيۡكَ﴾
يَا مُحَمَّد، ﴿أَنِ ٱتَّبِعۡ
مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ﴾ [النحل: 123]، فالذِي علَيهِ محَمَّد صلى الله عليه
وسلم، بَل كُلُّ الأنْبِيَاء وَالمُرْسَلِين بَعدَ إِبرَاهِيم؛ كُلُّهم عَلَى
مِلَّة إبْرَاهيم عَلَيه الصَّلاة والسَّلامُ.
لاَ فَرْقَ بَيْنَ العَمَلِ الصَّالِح وَبَينَ
الإِحْسَان:
«فَالعَمل الصَّالحُ هُو الإِحْسَان
وَهُو فِعلُ الحَسَنات. وَ«الحَسَنات» هِي مَا
أَحَبَّه اللهُ وَرَسُوله»، فَلا يَغْتَر الإِنْسَان بِما عَلَيهِ النَّاسُ، وَإنْ
كَان يَظْهر عَلَيهِم العِلم وَالفَضْلُ، حَتَّى يَرى مَا هُم عَلَيهِ هَل يُوافِق
السُّنَّة أَو يُخالِفُها، فَإنْ كَان مُوافِقًا لِلسُّنَّة فَهُو إِحسَان وعَملٌ
صَالح، وَأمَّا إِن كَان مُخَالفًا لِلسُّنَّة فَهُو ضَلالٌ وَعملٌ فَاسدٌ، وَإنْ
كَان عَلَيه مَن عَلَيه مِن النَّاس.
فَلا
يَغتَر أَحدٌ بِالمَظاهرِ وَلا بِحُسنِ الظَّنِّ، مَا دَام مَعَه مِقياسٌ يَقيسُ
بِه الصَّحِيح مِن الفَاسِد، والسُّنَّة النَّبويَّة مِن البِدْعة، والصَّحيح مِن
السَّقيمِ وَليسَ المِقيَاس مَا علَيهِ النَّاس أو الكَثرَة فَقَط.