قيل: هَذَا لَهُ نَظَائِر كَمَا فِي قَوْله [45
العنكبوت]: ﴿إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ
عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾ [العنكبوت: 45]، والفحْشَاء مِن المُنكر
وَكَذَلِكَ قَوْله: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ يَأۡمُرُ بِٱلۡعَدۡلِ
وَٱلۡإِحۡسَٰنِ وَإِيتَآيِٕ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَيَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِ
وَٱلۡبَغۡيِۚ﴾ [النحل: 90]، وإيتاء ذِي القُرْبَى هُوَ من
العدْل وَالإِحْسَان، كَمَا أَن الفَحْشَاء وَالبَغي من المُنكر. وَكَذَلِكَ
قَوْله: ﴿وَٱلَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِٱلۡكِتَٰبِ
وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾ [الأعراف: 170]، وَإِقَامَة الصَّلاَة من أعظم
التَّمَسُّك بِالكِتاب
****
وكَمَا
فِي قَوله تَعَالى: ﴿حَٰفِظُواْ عَلَى ٱلصَّلَوَٰتِ وَٱلصَّلَوٰةِ ٱلۡوُسۡطَىٰ﴾ [البقرة: 238]، فالصَّلاة الوُسْطى دَاخِلة فِي
الصَّلاة، فَلِماذا عَطَفها عَليهَا؟ قِيل: هَذا مِن عَطْف الخَاصِّ علَى العَامِّ
اهْتِمامًا بهِ، وهَذا مِمَّا يُؤكد أفْضلِيَّة الصَّلاة الوُسطَى، وَهي عَلى
الصَّحيحِ صَلاةُ العَصرِ، فيَكُونُ اللهُ قَد أمَر بِالمُحَافظةِ عَلى الصَّلاةِ
الوُسطَى مَرَّتين: مَرَّة مَع الصَّلاة العَامَّة، وَمرَّة وَحدَها، مِمَّا
يَدلُّ عَلى فَضل هَذهِ الصَّلاة.
«وَكذلِكَ قوْلُه: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ
وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ﴾
[هود: 123»، وقوْلُه:
﴿إِيَّاكَ نَعۡبُدُ
وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾،
فَالتوَكُّل دَاخلٌ فِي العِبَادة، فلِمَاذا عَطَفها عَليهَا؟ قِيل: إِنَّه مِن
عطْفِ الخَاصِّ عَلى العَامِّ اهْتِمَامًا بِه وَتأكِيدًا لَه.
«ومَثْلُه قَولُ نُوح: ﴿ٱعۡبُدُواْ
ٱللَّهَ وَٱتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ﴾ [نوح: 3] »،
فالتَّقوَى دَاخِلة فِي العِبادةِ، وَكذلِكَ الطَّاعَة دَاخلةٌ فِي العِبادة
فَلمَاذا العَطفُ؟ وَهُو عَطفٌ للاهْتِمام بِالمَعطُوف.
«وَهَذا لَهُ نَظَائر»،
مِثل قَوْله تَعَالى: ﴿وَأَقِمِ
ٱلصَّلَوٰةَۖ إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ﴾
[العنكبوت: 45]، وَلا شَكَّ أنَّ