وَقَالَ: ﴿سُبۡحَٰنَ
ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ ١٥٩إِلَّا عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ ١٦٠﴾ [الصافات: 159-
160]، وَقَالَ: ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ
عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩إِنَّمَا سُلۡطَٰنُهُۥ
عَلَى ٱلَّذِينَ يَتَوَلَّوۡنَهُۥ وَٱلَّذِينَ هُم بِهِۦ مُشۡرِكُونَ ١٠٠﴾ [النحل: 99- 100].
****
رَاودَتهُ
عنْ نَفسه تُريدُ أَن تُوقعَهُ فِي الفَاحِشة، وَعصَمَه اللهُ مِنهَا، وَقال: ﴿مَعَاذَ ٱللَّهِۖ
إِنَّهُۥ رَبِّيٓ أَحۡسَنَ مَثۡوَايَۖ إِنَّهُۥ لَا يُفۡلِحُ ٱلظَّٰلِمُونَ﴾ [يوسف: 23]، فَعصَمه اللهُ مِن كَيدِ المرْأةِ، قَالَ
جل وعلا: ﴿كَذَٰلِكَ
لِنَصۡرِفَ عَنۡهُ ٱلسُّوٓءَ وَٱلۡفَحۡشَآءَۚ﴾
[يوسف: 24]، والسَّبَب، ﴿إِنَّهُۥ
مِنۡ عِبَادِنَا ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾،
فالإخْلاَص للهِ فِي العِبادَة هُو الذِي يَمنَع مِن كَيدِ الشَّيطَان وأعْوَانه.
«وقَال تعَالى: ﴿سُبۡحَٰنَ
ٱللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ﴾
[الصافات: 159] »، أي:
تنَزَّه اللهُ سُبحَانه عَمَّا يَصفُونه بِه مِن الشِّركِ وَاتِّخاذ الوَلدِ
والصَّاحِبة، فَقد نَزَّه نَفسَه عَمَّا يَصفُه بهِ أعْدَاء الرُّسلِ، وَاستَثْنَى
مَا يَصفُه بِه عِبادُه المؤمِنُون فَقَال: ﴿إِلَّا
عِبَادَ ٱللَّهِ ٱلۡمُخۡلَصِينَ﴾، مِن الرُّسلِ وَأتبَاعِهم
فَإنَّهُم يَصفُون اللهَ جل وعلا بِصفاتِ الكَمال، ويُنزِّهُونه عَن صِفات
النَّقصِ مِمَّا وَصفَ بِه نَفسَه، أو وَصفَتهُ بِه رسُلُه.
وَلا
يَصفُونه بالنَّقصِ والعَجز وغَير ذَلك، واتِّخَاذ الصَّاحِبة واتِّخَاذ الوَلدِ،
فَقد نَزَّه نَفسَه عَن ذَلك، ﴿وَسَلَٰمٌ عَلَى ٱلۡمُرۡسَلِينَ﴾
[الصافات: 181] سَلَّم عَلى المُرسَلين لِسلامَة مَا قَالُوه مِن العَيب والنَّقص.
وَقَال
تَعَالى: ﴿إِنَّهُۥ﴾ أي: الشَّيْطان، ﴿لَيۡسَ
لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ﴾، أي: قُوَّة يصْرِف بِها العَبدَ
المُخلِص للهِ عز وجل، لأنَّ اللهَ عَصمه مِن ذَلكَ، فَهو لَيس لَه سُلطانٌ، ﴿إِنَّهُۥ لَيۡسَ لَهُۥ سُلۡطَٰنٌ
عَلَى ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمۡ يَتَوَكَّلُونَ ٩٩