×
شرح كتاب العبودية

 وَالإلَه مَعنَاه: المَحبُوبُ، وَعبادَةُ اللهِ هِي التِي يَحصُلُ بِها الطُّمَأنِينَةُ والرَّاحَة واللَّذَّةُ والسُّرُور، والصَّبرُ والاحْتِساب والثَّباتُ.

وَمعْنَى «لاَ إِله إِلاَّ اللهَ»: لاَ مَعبُود بِحقٍّ إِلا اللهَ، وَكُل مَعبُود سِوى اللهِ فِعبادَتُه بَاطِلةٌ، لأِنَّ هُناك مَعبودَات غَير اللهِ، وآلِهَة غَير اللهِ، وَلكنْ كُلُّها بَاطِلةٌ وَكلُّها حَسرةٌ عَلى أصْحَابها، وَكلُّها يَوم القِيَامة يَكونُ بَينَها وَبينَ عَابدِيها بُغضٌ وَبراءةٌ وَتحسُّرٌ، كَما ذَكرَ اللهُ ذلِكَ، وَأنَّه يَلعَن بَعضُهم بَعضًا، فَكلُّ هَذا يَزولُ، وَلا يَبقَى إِلاَّ اللهُ وَما أُريدَ بِه وَجهُهُ سبحانه وتعالى.

فَالمسْلِم يَعرِف ذَلِك، وَيَعرِف ثَمَرةَ العِبادَة، فِالعِبَادة لَيستْ عَادَة مِن العَادَات، أَو تَقلِيدًا مِن التَّقالِيد كَما يَقَول الذينَ لاَ يَجدُون لَذَّة العِبَادة وَلا فَائِدَتِها.

بَل العِبَادة نِعمَةٌ عَظيمةٌ، يَرتاحُ بِها المُؤمنُ فِي حَياتِه، فَإن أَصابَتهُ سَرَّاء شَكَر اللهَ، وَإن أصَابَتهُ ضَرَّاء صَبر احْتِسَابًا لِوجْه اللهِ، فَهوَ لاَ تُضيرُه الحَوادِث وَالنَّكساتُ التِي تَأتي عَلى النَّاس؛ لأنَّهُ وَاثقٌ بِالله عز وجل، وَأنه لَن يُصيبَه شَيءٌ إِلا مِن صَالحِهِ: إِمَّا تَمحِيصًا لِذنُوبهِ، وَإمَّا زِيادَةً فِي حَسناتِه، وَإمَّا تَنبيهًا لَه لِيَتوب.


الشرح