بَاب الكِبرِ، وَإلاَّ فَإنَّه يَعلم أنَّه
كَاذبٌ وَأنهُ لَن يَرقى إلَى السَّمَاء، وَفي هَذا دَليلٌ عَلى أنَّ مُوسى
أخبَرَه أنَّ اللهَ في السَّماء، وذلِك مِن أدِلةِ عُلو اللهِ فَوق مَخلوقَاتِه.
والآياتُ
الدَّالَّة عَلى ذَلك أمَامَه واضِحَةٌ، لَكنَّه يُريد أن يَعلُو فِي عُيونِ
قَومهِ بِكبريَائِهِ، نَسألُ اللهَ العَافية.
﴿وَلَقَدۡ
جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ﴾
البيَّنَات: هِي الحُجَجُ الوَاضحَة، فَاستَكبَرُوا: مَنعهُمُ الكِبرُ مِن
الإيمَانِ بِهذِهِ الآيَات، ﴿وَمَا
كَانُواْ سَٰبِقِينَ﴾ أي: لَم يَنجوا مِن عَذَاب اللهِ
وَلم يَخرجُوا عَن قَبضَة اللهِ سبحانه وتعالى.
فَلا
أَحَد يَسبِق اللهَ وَيَفوتُ عَليهِ مَهمَا بَلغَ منَ الجَبرُوتِ، وَمِن العُتوِّ،
فَإنَّه فِي قَبضَة اللهِ سبحانه وتعالى وَلا خُروجَ لَه عَنهَا، قَال تَعَالى: ﴿أَمۡ حَسِبَ ٱلَّذِينَ
يَعۡمَلُونَ ٱلسَّئَِّاتِ أَن يَسۡبِقُونَاۚ سَآءَ مَا يَحۡكُمُونَ﴾ [العنكبوت: 4]، فَلا أحَدَ يَسبقُ اللهَ جل وعلا وَلا
يَفوتُ عَليهِ، قَال تَعالَى: ﴿وَلَا يَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَبَقُوٓاْۚ
إِنَّهُمۡ لَا يُعۡجِزُونَ﴾
[الأنفال: 59].