×
شرح كتاب العبودية

إِلَى قَوْله: ﴿وَقَالَ مُوسَىٰٓ إِنِّي عُذۡتُ بِرَبِّي وَرَبِّكُم مِّن كُلِّ مُتَكَبِّرٖ لَّا يُؤۡمِنُ بِيَوۡمِ ٱلۡحِسَابِ [غافر: 27] إِلَى قَوْله: ﴿كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرٖ جَبَّارٖ [غافر: 35]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ [العنكبوت: 39]،

****

 وَعُلُوّٗاۚ، فَهُو يَعلمُ فِي قَرارَةِ نفْسِه أنَّ مُوسى صَادقٌ وَهم يَعلمُون ذَلكَ، وَأنَّ اللهَ هُو الرَّبُّ وَحدَه.

وَلِهذا قَالَ الله: ﴿وَجَحَدُواْ بِهَا وَٱسۡتَيۡقَنَتۡهَآ أَنفُسُهُمۡ ظُلۡمٗا وَعُلُوّٗاۚ فَٱنظُرۡ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلۡمُفۡسِدِينَ [النمل: 14]، جَحَدوا بِهَا: ظَاهِرًا، واستَيقَنَتهَا أَنفُسُهم: بَاطِنًا؛ والجُحُود إنَّمَا يَكون لِشيءٍ مَعلُومٍ بِسببِ الظُّلمِ وَالعُلوِّ والاسْتكبَارِ.

قَولُه تعَالَى: ﴿كَذَٰلِكَ يَطۡبَعُ ٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ قَلۡبِ مُتَكَبِّرٖ جَبَّارٖ [غافر: 35]، فاللهُ يَطبعُ عَلى قَلبِ المُتكبِّرِ عُقوبةً لهُ، فَلا يَقبل الحَقَّ بَعدما وَضحتْ لَه الأدِلَّةُ وَالبراهِين.

وقَولُه تَعَالى: ﴿وَقَٰرُونَ وَفِرۡعَوۡنَ وَهَٰمَٰنَۖ وَلَقَدۡ جَآءَهُم مُّوسَىٰ بِٱلۡبَيِّنَٰتِ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَمَا كَانُواْ سَٰبِقِينَ [العنكبوت: 39]، قَارُون مِن قَوم مُوسى صَاحبُ المَال والثروَةِ الذِي طَغا وتَكبَّر بِسبَبِ ذَلك، وَفِرعونُ: مَلكُ مِصرَ، وهَامَان: وَزيرُ فِرعونَ الذي قَال لهُ: ﴿وَقَالَ فِرۡعَوۡنُ يَٰهَٰمَٰنُ ٱبۡنِ لِي صَرۡحٗا لَّعَلِّيٓ أَبۡلُغُ ٱلۡأَسۡبَٰبَ ٣٦أَسۡبَٰبَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰٓ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُۥ كَٰذِبٗاۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرۡعَوۡنَ سُوٓءُ عَمَلِهِۦ وَصُدَّ عَنِ ٱلسَّبِيلِۚ وَمَا كَيۡدُ فِرۡعَوۡنَ إِلَّا فِي تَبَابٖ ٣٧ [غافر: 36- 37]، يَقولُ هذَا مِن 


الشرح