وَالكبر غَالب على اليَهُود. قَالَ تَعَالَى فِي
النَّصَارَى: ﴿ٱتَّخَذُوٓاْ أَحۡبَارَهُمۡ
وَرُهۡبَٰنَهُمۡ أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِ وَٱلۡمَسِيحَ ٱبۡنَ مَرۡيَمَ وَمَآ
أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ
سُبۡحَٰنَهُۥ عَمَّا يُشۡرِكُونَ﴾ [التوبة: 31]. وَقَالَ فِي اليَهُود: ﴿أَفَكُلَّمَا
جَآءَكُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُكُمُ ٱسۡتَكۡبَرۡتُمۡ فَفَرِيقٗا
كَذَّبۡتُمۡ وَفَرِيقٗا تَقۡتُلُونَ﴾ [البقرة: 87].
****
سُلَّمًا
لِمَا يُريدُون وَلو كَانَت هَذهِ الأَقوالُ مُخالِفَةً لِلدَّليلِ مِن الكِتابِ
والسُّنَّةِ.
وَالأنْبِياء
يُطاعُون لأِنَّهُم مُبلِّغُون عن اللهِ: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن رَّسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذۡنِ
ٱللَّهِۚ﴾ [النساء: 64]، ﴿مَّن يُطِعِ ٱلرَّسُولَ
فَقَدۡ أَطَاعَ ٱللَّهَۖ﴾
[النساء: 80].
والعُلمَاء
يُطاعُون فِيما وَافَق الأَنبِيَاء، وَلا تَجُوز عِبَادتُهُم وِإنَّما العِبَادة
حَقٌّ للهِ جل وعلا: ﴿وَمَآ
أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُوٓاْ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗاۖ لَّآ إِلَٰهَ إِلَّا هُوَۚ﴾ [التوبة: 31]، فَمَا أُمِروا أنْ يَعبُدوا المَسِيحَ،
وَلا أَن يَعبُدوا الأَحْبَار والرُّهبَانَ، وَلا أَن يَعْبُدوا الأَولياءَ
وَالصَّالِحِين.
ثانيًا: «الكِبْر غَالبٌ عَلى اليَهُودِ»: قَال تَعَالَى عنْهُم: ﴿كُلَّمَا جَآءَهُمۡ رَسُولُۢ بِمَا لَا تَهۡوَىٰٓ أَنفُسُهُمۡ فَرِيقٗا كَذَّبُواْ وَفَرِيقٗا يَقۡتُلُونَ﴾ [المائدة: 70]، فَكلَّما جَاء اليَهودَ رَسولٌ يُخالفُ أَهواءَهم فَهُم: إمَّا أَن يُكذِّبُوه، وَإمَّا أَن يقتُلُوه. وَمِثْلهم مَن يَنْتَقد عُلمَاء الشَّرِيعَة الآَن وَيَقول: لاَ كَهَنوتَ فِي الإِسلاَمِ لَيسَ هُناكَ أَحدٌ فَوقَ النَّقدِ.
الصفحة 18 / 397