7- وَقَال عَن الحَوارِيِّين أتْباع عِيسى: ﴿وَإِذۡ
أَوۡحَيۡتُ إِلَى ٱلۡحَوَارِيِّۧنَ أَنۡ ءَامِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوٓاْ
ءَامَنَّا وَٱشۡهَدۡ بِأَنَّنَا مُسۡلِمُونَ﴾
[المائدة: 111].
8-
وَأَخبَر سبحانه وتعالى أنَّ الدِّين الذِي شَرعَه وَيقبلُه مِن عِبَاده هُو
الإسْلاَم، فَقال تعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]، فكُلُّ مَن اتَّبعَ رَسولاً مِن رُسلِ
اللهِ قَبلَ بَعثَة مُحمَّدٍ صلى الله عليه وسلم فَهُو مُسلمٌ، وَلمَّا بُعثَ
مُحمَّدٌ صلى الله عليه وسلم صَار الإسْلامُ مَا جَاء بِهِ، فَلا يَقبلُ اللهُ
إلاَّ مِمَّن اتَّبعَه.
قَال
تَعالَى آمِرًا لَه أَن يُعْلِن ذَلِك: ﴿قُلۡ يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ إِنِّي رَسُولُ ٱللَّهِ
إِلَيۡكُمۡ جَمِيعًا﴾ [الأعراف:
158].
وَقالَ
صلى الله عليه وسلم: «لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا مَا وَسِعَهُ إِلاَّ أَنْ يَتَّبِعَنِي»
([1]).
وَقالَ
صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ يَهُودِيٌ وَلاَ
نَصْرَانِيٌّ ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالذِي أُرْسِلْتُ بِهِ إِلاَّ كَانَ
مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ» ([2]).
فَالإسْلامُ
الذِي هُو الاسْتسْلاَمُ للهِ بِالتَّوحيدِ والانْقيادُ لَه بالطَّاعَة والبَراءَة
مِن الشِّركِ وَأهلِه هُو دِين الرُّسلِ كُلِّهم، وَإن كَانت شَرائِعهُم تَختَلفُ
وَلكن دِينَهم - وَهُو التَّوحِيد - وَاحِد، فَكلُّ مَن عَبَد اللهَ بِشريعَةِ
نَبيٍّ فِي وَقتِهَا قَبل أَن تُنْسَخ فَهُو مُسلِم.
وَلذَلكَ قَال تعَالَى: ﴿وَمَن يَبۡتَغِ غَيۡرَ ٱلۡإِسۡلَٰمِ دِينٗا فَلَن يُقۡبَلَ مِنۡهُ﴾ [آل عمران: 85]، وَقَال تَعالى: ﴿إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلۡإِسۡلَٰمُۗ﴾ [آل عمران: 19]، فَقد حَصَر الدِّينَ فِي الإسْلاَم وَهُو التَّوحيدُ وَتركُ الشِّركِ وَعبادَةُ اللهِ بِما شَرَع.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4950)، وأحمد رقم (19032)، وأبو يعلى رقم (7169).
الصفحة 3 / 397