المُؤمنينَ مِن أَجلِ الإيمَانِ تَابعَةٌ
لِمحبَّة اللهِ، وَهذا مَا يُسمَّى بِالحبِّ فِي اللهِ.
*
والإيمَانُ لَه حَلاوَة، وَليسَ كُل مُؤمِن يَجِدهَا، بَل يَجِدهَا الخَواصُّ مِن
المُؤمِنين، قَال صلى الله عليه وسلم: «ثَلاثٌ
منْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاَوَةَ الإِيمَانِ»، فَإذا أَرادَ المَرءُ أنْ
يَختبِرَ نفْسَه هَل يَجدُ حَلاوة الإيمَان؟ فَإنَّه يَنظرُ هَل فِيه الثَّلاثُ
التِي وَردَت بِالحَدِيثِ، وهي: «مَنْ
كَانَ الله وَرَسُولُهُ أَحَبّ إِلَيْهِ مَمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ كَانَ يُحِبُّ
المْرءَ لاَ يُحِبُّهُ إلاَّ للهِ، وَمَنْ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَرْجِعَ فِي
الكُفْرِ بَعْدَ إذْ أَنْقَذَهُ الله مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي
النَّارِ»، فَإذَا كَانَت فِيه هَذهِ الثَّلاث فقَد وَجد حَلاوَة الإيمَانِ.
والحَلاوَة:
التَّلذُّذُ بِالإيمَان وَبالأعْمَال الصَّالِحة، فَقد يَعمَل الإِنسَان الأَعمَال
الصَّالِحة مِن بَاب الطَّاعَة لاَ يَجدُ لَها لَذَّة فِي أوَّل الأَمْر، بَل قَد
يَجِد لَهَا مَشقَّة وَتَعبًا وَمُجاهَدة مَع النَّفْس، وَفي النِّهَاية يَتلذَّذُ
بِها، فَإذا تَلذَّذ بِها فَهَذا دَليلٌ عَلى أنَّه وَجَد حَلاوَة الإيمَانِ.