فدَلَّ عَلى أنَّهم لَيسُوا أحبَاب اللهِ؛ لأنَّ
اللهَ يُعذِّبهُم بِذنوبِهم، ثَمَّ بَيَّن حَقيقَتَهم فَقال: ﴿بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ
خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ﴾
[المائدة: 18]، فدعْوَى الصُّوفيَّة مِن جِنس دَعوى اليَهود؛ حَيثُ يَقُولون:
نَحنُ لاَ تَضرُّنَا الذُّنوبُ؛ لأنَّنا نُحبُّ اللهَ، ولسْنا مُكلَّفينَ،
فالتَّكاليفُ والأوَامرُ والنَّواهي للعَوامِّ الذِينَ لَم يَصلُوا إِلى مَحبَّة
اللهِ!.
قَولُه: «بَلْ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ مربوبون مَخْلُوقُونَ»؛ لِقولِهِ تعَالى: ﴿بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ﴾ [المائدة: 18]، فَهُم خَلقٌ مِن خَلقِ اللهِ تَجرِي عَليهِم أَحكامُه وأوَامِرُه ونَواهِيه فَيعذِّبُ العَاصي مِنهُم وَيُثيبُ المُطيعَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد