×
شرح كتاب العبودية

فدَلَّ عَلى أنَّهم لَيسُوا أحبَاب اللهِ؛ لأنَّ اللهَ يُعذِّبهُم بِذنوبِهم، ثَمَّ بَيَّن حَقيقَتَهم فَقال: ﴿بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ يَغۡفِرُ لِمَن يَشَآءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَآءُۚ [المائدة: 18]، فدعْوَى الصُّوفيَّة مِن جِنس دَعوى اليَهود؛ حَيثُ يَقُولون: نَحنُ لاَ تَضرُّنَا الذُّنوبُ؛ لأنَّنا نُحبُّ اللهَ، ولسْنا مُكلَّفينَ، فالتَّكاليفُ والأوَامرُ والنَّواهي للعَوامِّ الذِينَ لَم يَصلُوا إِلى مَحبَّة اللهِ!.

قَولُه: «بَلْ يَقْتَضِي أَنَّهُمْ مربوبون مَخْلُوقُونَ»؛ لِقولِهِ تعَالى: ﴿بَلۡ أَنتُم بَشَرٞ مِّمَّنۡ خَلَقَۚ [المائدة: 18]، فَهُم خَلقٌ مِن خَلقِ اللهِ تَجرِي عَليهِم أَحكامُه وأوَامِرُه ونَواهِيه فَيعذِّبُ العَاصي مِنهُم وَيُثيبُ المُطيعَ.


الشرح