×
شرح كتاب العبودية

وَالثَّانِي جعل مريده يمْنَع أهل الكَبَائِر من دُخُول النَّار. وَيَقُول بَعضهم: إِذا كَانَ يَوْم القِيَامَة نصبت خَيْمَتي على جَهَنَّم حَتَّى لاَ يدخلهَا أحد. وأمثال ذَلِك من الأَقْوَال الَّتِي تُؤثر عَن بعض المَشَايِخ المَشْهُورين؛ وَهِي إِمَّا كذب عَلَيْهِم وَإِمَّا غلط مِنْهُم.

وَمثل هَذَا قد يصدر فِي حَال سكر وَغَلَبَة وفناء يسْقط فِيهَا تَمْيِيز الإِنْسَان؛ أَو يضعف حَتَّى لاَ يدْرِي مَا قَالَ،

****

أنَّهُم يَمنَعون مُريديهِم مِن دُخولِ النَّار وَيُخرِجون مِنَ النَّار مَن دَخَلها مِنهُم.

«كَقَوْلِ بَعْضِهِمْ: أَيُّ مُرِيدٍ لِي تَركَ فِي النَّارِ أَحَدًا فَأَنَا مِنْهُ بَرِيٌء»؛ هَكذَا بَلَغ بِهِم الحَالُ مِن الجَرأةِ عَلى اللهِ تَعَالى.

 قولُه: «وَالثَّانِي جَعَلَ مُرِيدَهُ يَمْنَعُ أَهْلَ الكَبَائِرِ مَنْ دُخُولِ النَّارِ»؛ كأَنَّه يُغالِبُ اللهَ عزَّ وَجلَّ، وَيقولُ للمُريدِين: لاَ تَجعَلوا أَحدًا مِن أصْحَاب الكَبائِر يَدخُل النَّار، فَهُم يَتصرَّفُون فِي الكَونِ بِزعمِهِم؟ واللهُ جل وعلا هُو الذِي يُعذِّب مَن يَشاءُ وَيغفِرُ لِمنْ يَشاءُ لاَ مُنازِع لَهُ فِي ذَلكَ.

قولُهُ: «وَيَقُول بَعضهم: إذَا كَانَ يَوْمُ القِيَامَةِ نَصَبْتُ خَيْمَتِي عَلَى جَهَنَّمَ حَتَّى لاَ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ»؛ وَهَل يَستَطيعُ أَن يقْرَب مِن جَهنَّم؟ حتَّى يَنزِل عَلى بَابِها لِيمنَعَ مَن أرَاد اللهُ إدْخَالَه فِيها، إِنَّه الغُرورُ وَالجَهلُ والضَّلالُ وَلا حولَ وَلا قُوَّة إِلا بِاللهِ.

قَالَ الشَّيخُ: «وَهِيَ إِمَّا كَذِبٌ عَلَيْهِمْ»؛ إِن كَانُوا لَم يَقُولُوها.


الشرح