مُنْقَادًا له. هذا هو دِينُ الله، وهو دِينُ
الإسلام، وما عَدَاهُ من الأديان والمذاهب فهي أَدْيَانٌ باطلة، ومن لم
يَسْتَسْلِمْ لله فهو مُسْتَكْبِرٌ، ومن استسلم له ولغيره فهو مُشْرِكٌ، ومن
استسلم لله وحده فهو المسلم.
وهذا
هو الدِّين الحقُّ، الَّذي أَمَرَ الله جل وعلا به عِبَادَهُ؛ قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَآ
أُمِرُوٓاْ إِلَّا لِيَعۡبُدُواْ ٱللَّهَ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ﴾ [البينة: 5]، وقال: ﴿وَٱدۡعُوهُ مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَۚ كَمَا بَدَأَكُمۡ
تَعُودُونَ﴾ [الأعراف: 29]، وقال: ﴿فَٱدۡعُواْ ٱللَّهَ
مُخۡلِصِينَ لَهُ ٱلدِّينَ وَلَوۡ كَرِهَ ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾
[غافر: 14]، وقال: ﴿فَٱعۡبُدِ
ٱللَّهَ مُخۡلِصٗا لَّهُ ٱلدِّينَ﴾
[الزمر: 2].
وَأَسَاسُ
هذا الدِّين الحقِّ هو التَّوحيد، وأوامره،وَنَوَاهِيهِ؛ فهي الشَّريعة والمنهج
الَّذي يَسِيرُ عليه المسلمون.
قال
الشَّيْخُ: «وَإِنَّمَا دِينُ الحقِّ هُوَ
تَحْقِيقُ الْعُبُودِيَّةِ للهِ بِكُلِّ وَجْهٍ»: فمن يعبد مَعَ الله
غَيْرَهُ، فإنَّه لا يحقِّق العبوديَّة لله، بل هو مشرك؛ فليس هناك عبادة لله،
وعبادة لِغَيْرِهِ؛ كُلُّ أَنْوَاعِ العبادات لله سبحانه وتعالى لا شَرِيكَ له؛
قَالَ تعالى: ﴿قُلۡ إِنَّ
صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ١٦٢لَا
شَرِيكَ لَهُۥۖ وَبِذَٰلِكَ أُمِرۡتُ وَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡمُسۡلِمِينَ ١٦٣قُلۡ
أَغَيۡرَ ٱللَّهِ أَبۡغِي رَبّٗا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيۡءٖۚ وَلَا تَكۡسِبُ كُلُّ
نَفۡسٍ إِلَّا عَلَيۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم
مَّرۡجِعُكُمۡ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمۡ فِيهِ تَخۡتَلِفُونَ ١٦٤﴾ [الأنعام: 162- 164].
والآيات
في هذا كثيرة لمن تأمَّلها، وأراد أن يتتبَّعَهَا وَيُصْغِي إليها ويتدبَّرها،
لكنَّ كثيرًا من النَّاس يقرءون القُرْآَنَ، وَتَمُرُّ عليهم الآيات، ولا
يتدبَّرونها، ولا ينظرون ماذا تشتمل عليه، وإنَّما يقرءونه للبركة، ويعتمدون على
ما شرعته لهم شياطين الإنس والجِنِّ.