«وَفِيهِ رَغَّبَ»: أي: رغَّب النَّاس في
الدُّخول فيه؛ فلا يرغِّب بترك الرِّبا وَتَرْكِ المعاصي ابْتِدَاءً، وإنَّما يأتي
ذلك في الدَّرجة الثَّانية، قال صلى الله عليه وسلم لِمُعَاذٍ رضي الله عنه عندما
أرسله لليَمَنِ: «فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ
إِلَيْهِ عِبَادَةُ الله، فَإِذَا عَرَفُوا الله فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله قَدْ
فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ، فَإِذَا
فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الله فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةٌ تُؤْخَذُ مِنْ
أَمْوَالِهمْ وَترَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ» ([1]).
تَدَرَّجَ في الدَّعْوَةِ ابْتِدَاءً بِالأَصْلِ، ثمَّ الَّذي يَلِيهِ، ثمَّ الَّذِي يَلِيهِ، أَمَّا أن ترغِّبهم في الصِّدق في المعاملة، والأخلاق الطَّيِّبة وتجنُّب الرِّبا، وتجنُّب الفواحش، فإنَّما يأتي ذلك بعد تحقيق الأصل وهو التَّوحيد.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1458)، ومسلم رقم (19).
الصفحة 4 / 397
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد