×
شرح كتاب العبودية

وَبِهِ أَرْسَلَ اللهُ الرُّسُلَ، وَأَنْزَلَ الْكُتُبَ، وَإِلَيْهِ دَعَا الرَّسُولُ، وَعَلِيهِ جَاهَدَ؛ وَبِه أَمَرَ، وَفِيه رَغَّبَ؛

****

قوله: «وَبِحَسَبِ تَحْقِيقِهِ يَكُونُ تَحْقِيقُ الدِّينِ»: بحسب تحقيق الإخلاص لله والمتابعة يَكُونُ تحقيق الدِّين لله عز وجل وَبِعَدَمِ إِخْلاصِهِ يَنْتَقِصُ الدِّينُ، أو يَبْطُلُ.

قوله: «وَبِهِ أَرْسَلَ الله الرُّسُلَ»: قال تعالى: ﴿وَمَآ أَرۡسَلۡنَا مِن قَبۡلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِيٓ إِلَيۡهِ أَنَّهُۥ لَآ إِلَٰهَ إِلَّآ أَنَا۠ فَٱعۡبُدُونِ [الأنبياء: 25]، ﴿وَلَقَدۡ بَعَثۡنَا فِي كُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولًا أَنِ ٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَٱجۡتَنِبُواْ ٱلطَّٰغُوتَۖ [النحل: 36]، هذا هو الأصل الَّذي أَرْسَلَ اللهُ بِهِ الرُّسُلَ، وَأُنْزِلَتْ بِهِ الكُتُبُ، وهذا هو رَأْسُ الدَّعْوَةِ، وَأَوَّلُ ما يُدْعَى إِلَيْهِ في مَنْهَجِ الدَّعوة؛ فَالمَنَاهِجُ الَّتي تُهَمِّشُ التَّوْحِيدَ ولا تَدْعُو إِلَيْهِ مَنَاهِجُ بَاطِلَةٌ، ولا تُجْدِي شَيْئًا عِنْدَ الله سبحانه وتعالى.

قوله: «وَإِلَيْهِ دَعَا الرَّسُولُ»؛ أَيْ: إِلَى هَذَا الأَصْلِ؛ وَهُوَ عِبَادَةُ الله وَحْدَهُ لا شَرِيكَ له.

وقوله: «وَعَلَيْهِ جَاهَدَ»: أي: قَاتَلَ مَنْ لَمْ يَقْبَلِ التَّوْحِيدَ؛ قَالَ صلى الله عليه وسلم: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يشْهَدُوا أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الله وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ الله وَيُقِيمُوا الصَّلاَةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ، فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالُهمْ إِلاَّ بِحَقِّ الإِْسْلاَمِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ» ([1])؛ فهو الأصل، وهو الأَسَاسُ الَّذي أوَّل ما يُؤْمَرُ به، وَيُجَاهَدُ فِي سَبِيلِهِ.

قوله: «وَبِهِ أَمَرَ»: أَيْ: بِهِ أَمَرَ اللهُ النَّاسَ.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (25)، ومسلم رقم (22).