×
شرح كتاب العبودية

وَأما الاِسْمُ الْمُفْردُ مُظْهرًا أَو مُضْمَرًا فَلَيْسَ بِكَلاَمٍ تَامٍّ، وَلاَ جملَةٍ مُفيدَةٍ، وَلاَ يتَعَلَّق بِهِ إِيمَانٌ وَلاَ كُفرٌ، وَلاَ أَمْرٌ وَلاَ نهيٌ، وَلم يَذكُرْ ذَلِك أَحدٌ مِن سَلفِ الأُْمَّة، وَلاَ شرَعَ ذَلِك رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلاَ يُعْطِي القَلبَ بِنَفسِهِ مَعرِفَةً مفِيدةً وَلاَ حَالاً نَافِعًا، وَإِنَّمَا يُعْطِيهِ تَصَوُّرًا مُطلقًا، وَلاَ يحكم عَلَيْهِ بِنَفْي وَلاَ إِثْبَاتٍ، فَإِنْ لم يقْتَرنْ بِهِ مِن معرفَةِ الْقلبِ وحالِه مَا يُفِيد بِنَفسِهِ، وَإِلاَّ لمْ يَكنْ فِيهِ فَائِدَةٌ.

والشَّريعةُ إِنَّمَا تُشَرِّعُ مِن الأَْذْكَار مَا يُفِيدُ بِنَفسِهِ، لاَ مَا تَكُونُ الْفَائِدَة حَاصِلَةً بِغَيْرِهِ.

****

قوله: «وَخَبَرُهُ قَدْ دَلَّ عَلَيْهِ الاِسْتِفْهَامُ»: فخبرُه محذوفٌ دلَّ عليه الاستفهامُ السابقُ، وهذه لغةُ العربِ الفصيحةِ؛ حذْفُ الخبَرُ لأنَّه دلَّ عليه ما سبق؛ لأجْلِ الاختصارِ وعدمِ التَّكرارِ.

فأنت - مثلاً - في كلامِك تقولُ: «مَن جارُه؟» يقولون: «زيدٌ». بمعنى زيدٌ جارُه، وقد دلَّ على ذلك السؤالُ: «مَن جاره؟» تقولُ: «زيدٌ»». فلم تقُلْ زيدٌ ابتداءً، وإنَّما قلتَها جوابًا على السُّؤال، فالجوابُ يُقدَّرُ من ضمن ما سبق في السُّؤال، «من أعطاك هذا الكتاب؟» تجيب فتقول: «محمدٌ». أي: محمد أعطاني هذا الكتاب، ويدلُّ على هذا السياقُ السابقُ، ولكنْ هم يغالطون أو لا يفهمون - والعياذ بالله -.

 قوله: «وَأَمَّا الاِسْمُ المفْرَدُ مُظْهَرًا»: الاسمُ المفردُ مثل: محمد، وعليٌّ.

قوله: «أَوْ مُضْمَرًا»: المضمرُ هو الضَّميرُ المتَّصِلُ، والمنفصِلُ مثل: «هو»، أو «به»، أو «إنه»؛ فالضَّميرُ المنفصل تارةً يكونُ ظاهرًا في الكلامِ، وتارةً يكونُ مقدَّرًا إذا دلَّ عليه دليلٌ.


الشرح