فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ. «الْعِبَادَةُ» هِيَ اسمٌ جامِعُ لِكُلِّ مَا يُحِبُّهُ اللهُ
وَيَرْضَاهُ: مِنْ الأَْقْوَالِ وَالأَْعْمَالِ الْبَاطِنَةِ وَالظَّاهِرَةِ
فَالصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ وَالصِّيَامُ وَالْحَجُّ وَصِدْقُ الْحَدِيثِ وَأَدَاءُ
الأَْمَانَةِ؛ وَبرُّ الْوَالِدَيْنِ
****
مِنْ الْمَقَامَاتِ؟»:
العبوديةُ هي أعلى المقاماتِ ليس فوقَها مقامٌ من أمورِ الدِّين، فهي دِينُ جميعِ
الرسلِ وأتباعِهم لا أحَدَ يَخرُجُ عنها.
وهناك
فرْقٌ بينَ العبادةِ والعبودية، فالعبادةُ هي: ما أمَرَ الله جل وعلا به من
الطاعاتِ، وتجنُّبِ المُحَرَّمات، وأمَّا العبوديةُ فهي تتَّجِه للأشخاص، فالناسُ
كلُّهم عبادٌ لله، لكن منهم مَن عبوديتُه للهِ طَوْعيةٌ اختيارية، وهم المؤمنون،
ومنهم من عبوديتُه للهِ قَهْرية، بمعنى أنَّه خاضِعٌ لأقدارِ اللهِ وأحكامِه وما
يجرِي عليه، فهو عبدٌ للهِ العبوديةُ العامة، قال تعالى: ﴿إِن كُلُّ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ إِلَّآ
ءَاتِي ٱلرَّحۡمَٰنِ عَبۡدٗا﴾
[مريم: 93]. كلُّهم عبادٌ لله؛ لكن منْهم من عبوديتُه: طوْعيةٌ واختيارية، وهذه هي
المَطلوبة، ومنهم من عبوديتُه: قَهْريةٌ تَسْخِيرية؛ ليستْ طوعيةٌ منه؛ بل هو عبدٌ
لله؛ بمعنى أنه فقيرٌ إلى اللهِ وأنَّ أقدارَ اللهِ تجري عليه كما تَجري على
غيرهِ، وأن مرَدَّه إلى اللهِ، لا يخرُجُ عن قبضتِه.
قوله: «الْعِبَادَةُ» هِيَ اسمٌ جامِعُ لِكُلِّ
مَا يُحِبُّهُ اللهُ وَيَرْضَاهُ..» هذا هو تعريفُ العبادة، أنَّها اسمٌ جامِعٌ
لكلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويرضَاه من الأعمالِ والأقوالِ، من أعمالِ الجوارحِ وأعمالِ
القلوب، وأقوالِ اللسان، فهي شامِلةٌ لكلِّ ما يُحبُّه اللهُ ويرضاه، أمَّا ما لا
يُحبُّه اللهُ ولا يرضَاه فليس عبادةٌ لله، وإنْ تقرَّبَ به من تَقَرب إلى الله،
ما دام أنَّ