×
شرح كتاب العبودية

اللهَ لا يُحبُّه ولا يرضَاه، فكيفَ نعرِفُ أنَّ اللهَ يُحِبُّ هذا الشيءَ ويرضَاه؟ إذا أمَرَ به، وشَرَعه فإنَّه يُحبُّه ويرضَاه، وأمَّا إذا لم يأمرْ به ولم يَشرَعْه؛ فإنَّه لا يُحبُّه ولا يَرضَاه.

ومن أعمالِ الجوارحِ: الصلاةُ والصيامُ والحجُّ وجِهادُ الكفارِ والمنافقين، فالكفارُ يُجاهدون بالسلاح، والمنافقون يجاهدون باللسانِ والحُجَّة، وكذلك الأمرُ بالمعروفِ والنهي عن المنكَر، هذه كلُّها من أعمالِ الجوارحِ الظاهرةِ التي تَرى وتَسمع.

وكذلك الأعمالُ التي على اللسانِ كذكرِ اللهِ وتلاوةِ القرآنِ والتسبيحِ والتهليلِ والتكبيرِ وغيرِ ذلك من الأعمالِ التي تُظهَر وتُسمَع وتُرى.

الإحسان إلى من أمَرَ اللهُ بالإحسانِ إليهم من الجِيرانِ، وابنِ السبيل وهو: المسافرُ المنقطِع الذي ليسَ معَه ما يبلغُه من الزادِ، والسائلين وفي الرِّقابِ، وكذا الإحسان إلى المماليكِ من الآدميين والبهائمِ، فمن كانَ يملِكُ شيئًا من العَبيدِ والدَّوابِ؛ فلْيُحسِنْ إليهم، بمعنى أنَّه يُؤَمِّنُ لها ما تحتاجُ إليه ولا يُعذِّبُها، ولا يَشُقُّ عليها، وهذا كمَا في قولِه تعالى: ﴿۞وَٱعۡبُدُواْ ٱللَّهَ وَلَا تُشۡرِكُواْ بِهِۦ شَيۡ‍ٔٗاۖ وَبِٱلۡوَٰلِدَيۡنِ إِحۡسَٰنٗا وَبِذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينِ وَٱلۡجَارِ ذِي ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡجَارِ ٱلۡجُنُبِ وَٱلصَّاحِبِ بِٱلۡجَنۢبِ وَٱبۡنِ ٱلسَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ مَن كَانَ مُخۡتَالٗا فَخُورًا [النساء: 36].

كلُّ هذا داخلٌ في الأعمالِ الظاهرةِ التي أمَر اللهُ بها.


الشرح