وَصِلَةُ الأَْرْحَامِ وَالْوَفَاءُ بالْعُهُودِ
وَاْلأَمْرُ بالْمَعْروفِ وَالنَّهْيُ عَنْ الْمُنْكَرِ، وَالْجِهَادُ
لِلْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ، وَالإِْحْسَانُ إلَى الْجَارِ وَالْيَتيِمِ
وَالْمِسْكِين وَابْنِ السَّبيلِ وَالْمَمْلُوكِ مِنْ الآْدَمِيِّينَ
وَالْبَهَائِمِ، وَالدُّعَاءِ وَالذِّكْرِ وَالْقِرَاءَةِ وَأَمْثَالِ ذِلكَ مِنْ
الْعِبَادَةِ.
وَكَذَلِكَ حُبُّ
اللهِ وَرَسُولِه وَخَشْيَةُ اللهِ وَالإْنَابَةُ إلَيْهِ. وَإِخْلاَصُ الدَّينِ
لَهُ وَالصَّبْرُ لِحُكْمِهِ وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ
****
هذه أعمالُ القلوب، وأعظمُها حُبُّ اللهِ
ورسولِه، فالمحَبَّةُ من أعمالِ القلوب، وهي المُحرِّكةُ على الطَّاعةِ
والامتثالِ.
قوله:
«وَخَشْيَةُ اللهِ»: الله جل وعلا هو
الذي يُخشَى وحدَه؛ لأنَّ الخشيةَ عبادةٌ، وهي لا تكونُ إلا للهِ سبحانه وتعالى.
قوله:
«وَالإْنَابَةُ إلَيْهِ»: أي: الرجوعُ
والتوبةُ إليه سبحانه.
قوله:
«وَإِخْلاَصُ الدَّينِ لَهُ»: أي:
إخلاصُ الدِّينِ من الشِّرك، وإخلاصُه من البِدعِ والمُحدَثاتِ؛ لأنَّ اللهَ لا
يَقبلُ إلا ما كان خالصًا لوجهِه، وصوابًا على سُنَّةِ رسولِه صلى الله عليه وسلم.
قوله:
«وَالصَّبْرُ لِحُكْمِهِ»: أي: الصبرُ
لحُكمِ اللهِ سبحانه وتعالى الشَّرعي والقَدَري، وهذا من أعمالِ القلوبِ.
قوله:
«وَالشُّكْرُ لِنِعَمِهِ»: الشكرُ
أيضًا من أعمالِ القلوب، فالشُّكرُ يكونُ بالقلب، ويكونُ بالجَوَارح، أي بالعمل،
قال تعالى: ﴿ٱعۡمَلُوٓاْ
ءَالَ دَاوُۥدَ شُكۡرٗاۚ﴾
[سبأ: 13]، فالشكرُ يكونُ بالقلبِ والاعترافُ للهِ سبحانه وتعالى بالنِّعَم،
والثناءِ عليه بها، ويكونُ بالعملِ بأنْ يَصرِفَ هذه النِّعمَ لطاعةِ اللهِ عز وجل.