وَالرِّضَا بقَضَائِهِ؛ وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ؛
وَالرَّجَاءُ لِرَحْمَتِهِ وَالْخَوْفُ لِعَذَابِهِ وَأَمْثَالُ ذَلِكَ هِيَ مِنْ
الْعِبَادَةِ لِلَّهِ.
ذَلِكَ أَنَّ
الْعِبَادَةَ لِلَّهِ هِيَ الْغَايَةُ الْمَحْبُوبَةُ لَهُ وَالْمَرْضِيَّةُ لَهُ
الَّتِي خَلَقَ الْخَلْقَ لَهَا كَمَا قَالَ تَعَالَى: ﴿وَمَا
خَلَقۡتُ ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾ [الذاريات: 56]
****
قوله: «وَالرِّضَا بقَضَائِهِ»: أي: الرِّضا بقضاءِ اللهِ سبحانه وتعَالى
القَدَري، وإن كان الإنسانُ يكرَهَهُ ويتألَّمُ منه؛ فما دامَ يعلَمُ أنَّه من
الله؛ فإنَّه يرضَى بذلك، ولا يسخَطُ ولا يجزَعُ لقضاءِ اللهِ وقَدَرِه.
قوله:
«وَالتَّوَكُّلُ عَلَيْهِ»: التوكل: تفويضُ
الأمورِ إلى اللهِ جل وعلا، والتوكلُ من أعظمِ أنواعِ العبادةِ، قالَ تعالى: ﴿فَٱعۡبُدۡهُ
وَتَوَكَّلۡ عَلَيۡهِۚ﴾
[هود: 123]، وقال: ﴿وَعَلَى
ٱللَّهِ فَتَوَكَّلُوٓاْ إِن كُنتُم مُّؤۡمِنِينَ﴾
[المائدة: 23].
قوله:
«وَالرَّجَاءُ لِرَحْمَتِهِ وَالْخَوْفُ لِعَذَابِهِ
وَأَمْثَالُ ذَلِكَ هِيَ مِنْ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ»: كلُّ هذه من أعْمالِ
القُلوب.
كلُّ
هذه الأمورِ الظاهرةِ إنَّما ذكَرَ الشيخُ نماذجَ منها، وإلا فهي كثيرة، وكلُّها
عبادةٌ للهِ سبحانه وتعالى، ولكن بالشرطِ الذي ذكَرَه، وأن تكونَ مما يُحبُّه اللهُ
ويرضَاه، وعلامةُ ذلك شَرعُه والأمرُ به فلا يُعبَدُ إلا بمَا شَرَع.
قوله:
«وَالْمَرْضِيَّةُ لَهُ الَّتِي خَلَقَ
الْخَلْقَ لَهَا»: فالعبادةُ هي التي خلَقَ اللهُ الخلْقَ من أجْلِهَا، قالَ تعالى:
﴿وَمَا خَلَقۡتُ
ٱلۡجِنَّ وَٱلۡإِنسَ إِلَّا لِيَعۡبُدُونِ﴾
[الذاريات: 56]، خلَقَ الثَّقَلين: الجِنَّ والإِنس، والإنس هم بنو آدم، والجِن:
عالَمٌ من عالَمِ الغَيبِ لا يعلمُهم إلا اللهُ سبحانه وتعالى، وهؤلاء كلُّهم
عبادٌ لله، وكلُّهم مأمورون بعبادةِ اللهِ جل وعلا.