فَالمَنْعُ فِي إِحْدَى المُقَدِّمَتَيْنِ مَعْـ **** ـلُومُ البَيَانِ
إِذًا بِلا نُكْرَانِ
فَالمَنْعُ
إمَّا في اللُّزُومِ أَوِ انْتِفَا **** ءِ اللاَّزِمِ
المَنْسُوبِ لِلبُطْلاَنِ
هَذَا
هُوَ الطَّاغُوتُ قَدْ أَضْحَى كَمَا **** أَبْصَرْتُمُوهُ
بِمِنَّةِ الرَّحْمَنِ
****
يَقولونَ:
إِثْباتُ الصِّفاتِ يلْزَمُ منه التَّجسيمُ، والتجسيمُ باطلٌ، إِذَنْ إثبات
الصِّفات باطلٌ، فالقاعدةُ عندهم مُركَّبَةٌ مِن مُقدِّمَتَيْنِ وَنَتِيجة، فنحنُ
أبْطَلْنا المُقَدِّمَة الأولى، وقُلْنا: لا يلزمُ مِن أنَّ إثباتَ الصِّفات يقتَضِي
التَّجْسِيم، ثمَّ أبطَلْنا المُقَدِّمَة الثَّانِية، وقُلنا: وإذا لزِمَ أنَّ
إثباتَ الصِّفاتِ يستلزِمُ التَّجْسِيمَ؛ فلازِمُ الحَقِّ حَقٌّ، وليسَ بباطلٍ،
فبَطَلَتِ النَّتِيجَةُ؛ لأنَّ المُقدِّمةَ باطلةٌ؛ فإذَن انكسرَ هذا الطَّاغوتُ
الَّذِي بنَوْا عليه حُجَّتَهم، والحمد لله؛ ولِذَا قالَ الناظمُ:
هَذَا هُوَ الطَّاغُوتُ قَدْ أَضْحَى كَمَا **** أَبْصَـرْتُمُـوهُ
بِمِنَّـةِ الـرَّحْمَـنِ
فانكسرَ
هذا الطَّاغوتُ الذي بنَوْا عليهِ مذهبَهُم في نَفْيِ الصِّفَاتِ.
***
الصفحة 14 / 495
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد