×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

فَالمَنْعُ فِي إِحْدَى المُقَدِّمَتَيْنِ مَعْـ **** ـلُومُ البَيَانِ إِذًا بِلا نُكْرَانِ

فَالمَنْعُ إمَّا في اللُّزُومِ أَوِ انْتِفَا **** ءِ اللاَّزِمِ المَنْسُوبِ لِلبُطْلاَنِ

هَذَا هُوَ الطَّاغُوتُ قَدْ أَضْحَى كَمَا **** أَبْصَرْتُمُوهُ بِمِنَّةِ الرَّحْمَنِ

****

يَقولونَ: إِثْباتُ الصِّفاتِ يلْزَمُ منه التَّجسيمُ، والتجسيمُ باطلٌ، إِذَنْ إثبات الصِّفات باطلٌ، فالقاعدةُ عندهم مُركَّبَةٌ مِن مُقدِّمَتَيْنِ وَنَتِيجة، فنحنُ أبْطَلْنا المُقَدِّمَة الأولى، وقُلْنا: لا يلزمُ مِن أنَّ إثباتَ الصِّفات يقتَضِي التَّجْسِيم، ثمَّ أبطَلْنا المُقَدِّمَة الثَّانِية، وقُلنا: وإذا لزِمَ أنَّ إثباتَ الصِّفاتِ يستلزِمُ التَّجْسِيمَ؛ فلازِمُ الحَقِّ حَقٌّ، وليسَ بباطلٍ، فبَطَلَتِ النَّتِيجَةُ؛ لأنَّ المُقدِّمةَ باطلةٌ؛ فإذَن انكسرَ هذا الطَّاغوتُ الَّذِي بنَوْا عليه حُجَّتَهم، والحمد لله؛ ولِذَا قالَ الناظمُ:

هَذَا هُوَ الطَّاغُوتُ قَدْ أَضْحَى كَمَا **** أَبْصَـرْتُمُـوهُ بِمِنَّـةِ الـرَّحْمَـنِ

فانكسرَ هذا الطَّاغوتُ الذي بنَوْا عليهِ مذهبَهُم في نَفْيِ الصِّفَاتِ.

***


الشرح