واللهِ لو نُشِرَتْ لَكُمْ أَشْيَاخُكُمْ **** عَجَزُوا وَلَوْ
وَاطاهُمُ الثَّقَلاَنِ
إنْ
كُنْتُمُ أنْتُمْ فُحُولاً فابْرُزُوا **** ودَعُوا
الشَّكَاوَى حِيلَةَ النِّسْوَانِ
وَإِذَا
اشْتكَيْتُمْ فاجْعلُوا الشَّكْوَى إِلَى الْـ **** ـوَحْيَيْنِ لاَ
القَاضِي وَلاَ السُّلطانِ
فَنُجِيبُ
بالتَّرْكيبِ حِينَئِذٍ جَوَا **** بًا شَافِيًا فِيهِ هُدَى
الحَيْرَانِ
الحَقُّ
إثْبَاتُ الصِّفَاتِ ونَفْيُهَا **** عَيْنُ المُحَالِ وليْسَ في
الإمْكانِ
فَالجِسْمُ
إمَّا لازِمٌ لِثُبُوتِهَا **** فَهُوَ الصَّوابُ وَلَيْسَ
ذا بُطْلاَنِ
أَوْ
لَيْسَ يلزَمُ مِنْ ثُبوتِ صِفَاتِهِ **** فَشَنَاعَةُ
الإِلْزَامِ بِالبُهْتَانِ
****
واللهِ لَو اجتمعْتُم أنتم وشُيُوخُكم الأمواتُ
ما استطَعْتُمْ تَصحِيحَ هذا الباطلِ الَّذِي تفَوَّهْتُم به، وهوَ أنَّ إثباتَ
الصِّفاتِ يقتَضِي التَّجْسِيمَ.
إذا
عجَزْتُم أنتمْ وأشياخُكم عن أنَّ إثباتَ الصِّفات يقتضِي التجسيمَ فلا تلجؤوا إلى
الشَّكْوَى إلى السَّلاَطِين والأمراءِ؛ ليُعزُّوكُم، وينْتَقِمُوا لكم مِن أهلِ
السُّنَّةِ والجماعةِ كما حَصلَ مِن أسلافِكُم مع الإمامِ أحْمَدَ وغيْرِه، ولكن
الجؤوا إلى الكتابِ والسُّنَّةِ إنْ كُنتُم تُرِيدُونَ الحَقَّ، والعاجِزُ عَنِ
الحقِّ هو الذي يلجأُ إِلَى السُّلْطَةِ.
نَقولُ:
إِذا صَحَّ القولُ بِأنَّ إثباتَ الصِّفاتِ يَسْتَلْزِمُ التَّجْسِيمَ، فهذا
حَقٌّ، ولازمُ الحَقِّ حَقٌّ، ولكن أنَّى لكُم إِثْباتُ هذا كَما سَبَقَ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد