إنَّا تَحَيَّزْنَا إِلَى القُرْآنِ والنْـ **** نَقْلِ
الصَّحِيحِ مُفَسِّرِ القُرآنِ
وَكَذَا
إِلَى العَقْلِ الصَّرِيحِ وَفِطْرَةِ الرْ **** رَحْمَنِ قَبْلَ
تَغَيُّرِ الإِنْسَانِ
هِيَ
أَرْبَعٌ مُتَلاَزِمَاتٌ بَعْضُهَا **** قَدْ صَدَّقَتْ
بَعْضًا عَلَى مِيزَانِ
وَاللهِ
مَا اجْتَمَعَتْ لَدَيْكُمْ هَذِهِ **** أبدًا كَمَا أقرَرْتُمُ بِلِسَانِ
إذْ
قُلْتُمُ العَقْلُ الصَّحِيحُ يُعارِضُ الْـ **** ـمَنقولَ مِنْ أَثَرٍ وَمِنْ قُرآنِ
فنُقدِّمُ
المَعْقُولَ ثُمَّ نُصَرِّفُ الْـ **** ـمَنقولَ بِالتَّأْوِيلِ ذِي الأَلْوَانِ
****
فنحنُ اتبعنا هذِه الأصولَ:
الأول:
الكتاب: وهو كلامُ اللهِ عز وجل.
الثاني:
السُّنَّة: وهي كلامُ الرَّسُولِ المفسِّرة للقُرآنِ.
الثالث:
العَقْل الصَّرِيح، وهو لا يُخالِفُ النَّقْلَ
الصَّحِيح.
الرابع:
الفِطرة السَّلِيمة التي فطرَ اللهُ النَّاسَ عليها
قبل فسادِ النَّاسِ في فِطَرِهم أمَّا أنتم فليست هذه الأُمورُ الأربعة عِندكم.
قُلتم:
إنَّ النَّقْلَ الصَّحِيحَ لا يُوافق العقلَ الصريحَ، فنحنُ نُقدِّمُ العقلَ؛
لأنَّهُ يُفيدُ اليقينَ، والنَّقْلُ لا يفيدُ إلا الظَّنَّ، فهم يعتمدونَ على
العقلِ، ويُقدِّمونَهُ، فهذا هو الذي سبَّبَ هلاكَهُم، وماذا يفعلونَ بالنَّقْلِ
مِن القرآنِ والسُّنَّةِ؟ يُصَرِّفُونَهُ إمَّا بالتحريفِ والتأويلِ أو بالتفويضِ،
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد