فَإِذَا عَجَزْنَا عَنْهُ أَلْقَيْنَاهُ لَمْ **** نَعْبَأْ بِهِ قَصْدًا إِلَى الإِحْسَانِ
ولَكَمْ
بِذَا سَلَفٌ لَهُمْ تَابَعْتُمُ **** لَمَّا دُعُوا لِلأَْخْذِ بِالقُرْآنِ
صَدُّوا
فَلَمَّا أنْ أُصِيبُوا أَقْسَمُوا **** لَمُرَادُنا تَوْفِيقُ ذِي الإِحْسَانِ
****
بحيث لا يُعْرَفُ لَهُ معنًى بل هو مُجرَّد
ألفاظ تُردَّدُ لا يُعرَفُ لها معنًى، فهو من الألغازِ والأحاجِي، فهذه قيمةُ
الكتابِ والسُّنَّةِ عندهم أنَّها لا تُفيدُ عِلمًا.
قالوا:
إذا عجزْنا عن تأويلِه اعتبرْنا العقلَ، وردَدْنا النَّقْلَ، وفَوَّضْنا معناه إلى
الله.
قال
تعالى: ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُمۡ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ
وَإِلَى ٱلرَّسُولِ رَأَيۡتَ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودٗا ٦١فَكَيۡفَ
إِذَآ أَصَٰبَتۡهُم مُّصِيبَةُۢ بِمَا قَدَّمَتۡ أَيۡدِيهِمۡ ثُمَّ جَآءُوكَ يَحۡلِفُونَ
بِٱللَّهِ إِنۡ أَرَدۡنَآ إِلَّآ إِحۡسَٰنٗا وَتَوۡفِيقًا ٦٢﴾ [النساء: 61 - 62]، فالمُصِيبَة إمَّا أن تكونَ في
الأموالِ والأنْفُسِ، وإمَّا أنْ تكونَ المُصِيبَةُ في القلوبِ، وهي التي تكونُ
بالزَّيْغِ والضَّلالِ، وهذا أشدُّ، وهو جزاءُ مَنْ أعرضَ عَنِ الكِتابِ
والسُّنَّةِ أنَّهُ يُعاقَبُ، قال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ
أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] وَهُوَ القَتْلُ والتَّشْرِيدُ أو زَيْغُ
القلوبِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد