وَلَقَدْ أُصِيبُوا في قُلُوبِهِمُ وَفِي **** تِلْكَ العُقُولِ بِغَايَةِ النُّقْصَانِ
فَأَتَوْا
بِأَقْوالٍ إِذَا حَصَّلْتَهَا **** أُسْمِعْتَ ضَحْكَةَ هَازِلٍ مَجَّانِ
هَذَا
جَزَاءُ المُعْرِضينَ عَنِ الهُدَى **** مُتَعَوِّضِينَ زَخَارِفَ الهَذَيَانِ
واضْرِبْ
لَهُمْ مَثَلاً بِشَيْخِ القَوْمِ إذْ **** يَأْبَى السُّجُودَ بِكِبْرِ ذِي طُغْيَانِ
ثُمَّ
ارتضَى أَنْ صَارَ قوَّادًا لأرْ **** بابِ الفُسُوقِ وكُلِّ ذِي عِصْيانِ
****
أتَوْا بِأقْوالٍ واعتذاراتٍ كُلُّها أُضحوكاتٌ
لا تُغْنِي مِنَ الحقِّ شيئًا، وهذِهِ صِفَةُ مَن أعرضَ عنِ الكِتاب والسُّنَّةِ،
يأتون بالعَجَبِ العُجاب.
وهو
إِبليسُ لمَّا أمرَهُ اللهُ بالسُّجُودِ لآدَمَ امتنَعَ، واحتجَّ على الله بأنَّه
خيرٌ مِن آدمَ، فاحتجَّ بالقياسِ؛ حيثُ قال: ﴿أَنَا۠ خَيۡرٞ مِّنۡهُ خَلَقۡتَنِي مِن نَّارٖ
وَخَلَقۡتَهُۥ مِن طِينٖ﴾
[الأعراف: 12] وزعمَ أنَّ النارَ خيرٌ مِنَ الطِّينِ فَاحتَجَّ بالقياسِ الفاسِدِ،
فالنَّارُ في الحقيقةِ ليْسَتْ خيْرًا مِنَ الطِّينِ، فالطِّينُ يَنْبُتُ فيه
النباتُ والكَلَأُ، وتُغْرَسُ به الأشجارُ فَتُثْمِرُ بخلافِ النارِ، فإنَّها
تُحْرِقُ وتُتْلِفُ، فهذا قياسٌ فاسِدٌ، وقد لجأ إليهِ عدوُّ الله؛ لأنَّهُ لم
يجِدْ دَلِيلاً، فهذا ما أنتمْ عليه يا مَعْشرَ المُتَكَلِّمِينَ يُشْبِهُ ما كان
عليه إبليسُ مِن قبلُ، وكلُّ مذاهبِ أهلِ الباطلِ مأخوذةٌ مِن إبليس، والذي حمل
إبليس على ذلك الكِبْرُ عن أمْرِ اللهِ، والحسَدُ لآدمَ عليه السلام.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد