وَكَذَاكَ أَهْلُ الشِّرْكِ قَالُوا كَيْفَ ذَا **** بَشَرٌ أَتَى بِالوَحْيِ والقُرْآنِ
ثُمَّ
ارْتَضَوْا أَنْ يَجْعَلُوا مَعْبُودَهُمْ **** مِنْ هَذِهِ الأَحْجَارِ وَالأَوْثَانِ
وَكَذَاكَ
عُبَّادُ الصَّلِيبِ حَمَوْا بَتَا **** رِكَهُمْ مِنَ النِّسْوَانِ والوِلْدَانِ
وَأَتَوْا
إِلَى رَبِّ السَّمَواتِ العُلَى **** جَعَلُوا لَهُ وَلَدًا مِنَ الذُّكْرَانِ
****
وهذا
القياسُ الفاسدُ أيْضًا استعملَهُ المُشرِكون في نَفْيِ الرسالةِ، فقالوا: كيف
يكونُ الرَّسُولُ مِنَ البَشَرِ، ونحنُ بشَرٌ، فهو بَشَرٌ مثلُنا حيثُ قال الله
عنهم: ﴿أَبَشَرٗا مِّنَّا وَٰحِدٗا نَّتَّبِعُهُۥٓ﴾ [القمر: 24].
وهذا
مِنَ العجَبِ أنَّهم استغْربُوا أن يكونَ الرسولُ مِنَ البَشرِ، ولمْ يَستغرِبُوا
أن يكون المعبودُ مِنَ الحجرِ، فعبدوا الأحجارَ والأشجارَ لانتكاسِ قُلُوبِهم.
البطارِقَةُ
أو البتارِكَة: شيوخُ النَّصارَى، فيقُولُون: إنَّ البِطْرِيقَ أو البتْرِيك أو
القِسِّيس أو الأب لا يَلِيقُ بهِ أنْ يَكُونَ لَهُ أَوْلادٌ وزوجة، فنَزَّهُوا
بطارِقَتَهُم عن الزَّوْجةِ والأولاد، ولم يُنزِّهُوا اللهَ عن الصَّاحِبَةِ
والولَدِ، هذا من التَّناقُضِ - والعياذُ باللهِ - وعُبّادُ الصَّلِيبِ هم
النَّصارَى الذي يعبدُونَ الصَّلِيبَ. والصَّلِيبُ: هو عبارة عن صُورَةِ آدَمِيٍّ
مَصْلوبٍ على خَشَبَةٍ، يزعمُون أنَّها صُورَةُ المسيح عليه السلام لمَّا قُتل
وصُلِبَ على الخَشَبةِ، فهم يعبدونَ هذا الصَّلِيبَ، وابن القيم يقول: كان الواجب
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد