وَكَذَلِكَ الجَهْمِيُّ نَزَّهَ رَبَّهُ **** عَنْ عَرْشِهِ مِنْ فَوْقِ ذِي الأَكْوَانِ
حَذَرًا
مِنَ الحَصْرِ الَّذِي في ظنِّهِ **** أَوْ أنْ يُرَى مُتَحَيِّزًا بِمَكَانِ
فَأَصَارَهُ
عَدَمًا وَلَيْسَ وُجُودُهُ **** مُتحقِّقًا فِي خَارِجِ الأَذْهَانِ
لَكِنَّمَا
قُدَمَاؤُكُمْ قَالُوا بِأَنَّ **** الذَّاتَ قَدْ وُجِدَتْ بِكُلِّ مَكَانِ
****
عليهم تكسير الصليب؛ لأنَّهُ عارٌ عليهم؛
لأنَّهم يزعمُون أنَّ اليهودَ قتَلُوا نبيَّهم وصلبُوه، وهذا عارٌ على
النَّصَارَى، فكيف يُظهِرُون هذا الصَّلِيبَ، ويعبدُونَه، هذه مظاهر يفرح بها اليهودُ؛
لأنَّها إعادةُ ذِكرى قتل اليهودِ للمسيحِ عليه السلام بِزَعْمِهم، فهذا من
غباوتهم.
كذلك
الجهْمِيَّة وتلاميذهم ومَنْ حَذا حَذْوَهُم في نَفْيِ الصِّفات، نزَّهُوا اللهَ
عن صِفاتِه؛ فسلبُوا عنه الكمالَ بِحُجَّةِ التَّنزِيه، فلمَّا نفَوْا عنه الصفات
لَزِم أنْ يكونَ معدومًا؛ لأنَّ الذي ليس لَهُ صفات هو المعدومُ، فليس هناك شيءٌ
موجودٌ إلاَّ ولهُ صفاتٌ، فنزَّهُوا الله عن الصفاتِ، ولم يُنزِّهُوهُ من العَدَم.
الحُلوليَّة
يَقُولونَ: لاَ يختَصُّ اللهُ بِمكانٍ فَلا يكونُ فَوْقَ العرْشِ ولاَ فَوْقَ
السَّماوات. وإنَّما هو في كُلِّ مكانٍ نَفْيًا للعُلوِّ عِندهم؛ لأنَّهُ يقتَضِي
التَّجسِيمَ، ويلْزَمُ على قولِهم: أنَّ اللهَ في الحُشوشِ ومحلِّ القاذوراتِ وفي
كُلِّ مَكانٍ سيِّئٍ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد