وَاقْرَأْهُمَا بَعْدَ التَّجَرُّدِ مِنْ هَوًى **** وَتَعَصُّبٍ وحَمِيَّةِ الشَّيْطَانِ
واجْعَلْهُمَا
حَكَمًا ولا تَحْكُمْ عَلَى **** مَا فِيهِمَا أَصْلاً بِقَوْلِ فُلاَنِ
وَاجْعَلْ
مَقَالَتَهُ كَبَعْضِ مَقَالَةِ الْـ **** أَشْيَاخِ تَنْصُرُها بِكُلِّ أَوَانِ
وَانْصُرْ
مَقَالَتَهُ كَنَصْرِكَ لِلَّذِي **** قَلَّدْتَهُ مِنْ غَيْرِ مَا بُرْهَانِ
****
لا تحْكُمْ علَى ما في الصَّحِيحينِ بل هُوَ
صحِيحٌ لا يحتاجُ إلى نظَرِكَ وحُكمِكَ.
اجعل
مقالةَ الرَّسُول على الأقلِّ مِثْلَ مقالةِ مَن تُعظِّمُهم من مشايخِكَ، وإلاَّ فهو
فوقَ أقوالِ النَّاسِ كُلِّهم. فالبِدْعِيُّ مَن يفضِّلُ قوْلَ شيخِهِ على قولِ
الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم فهذا ما يُسمَّى بالتعَصُّبِ أو التقليدِ الأعْمَى،
قال تعالى: ﴿وَمَآ
ءَاتَىٰكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَىٰكُمۡ عَنۡهُ فَٱنتَهُواْۚ﴾ [الحشر: 7] وقال تعالى: ﴿فَلۡيَحۡذَرِ ٱلَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنۡ أَمۡرِهِۦٓ
أَن تُصِيبَهُمۡ فِتۡنَةٌ أَوۡ يُصِيبَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾ [النور: 63] وأمَّا غيرُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم
فيُتَّبَعُ قولُهُ فيما وافقَ فيه الرَّسولَ صلى الله عليه وسلم وأمَّا ما خالفَ
فِيه الرسول فإنَّهُ لا يُتَّبعُ ولوْ كانَ مِن الأئِمَّةِ الكِبار؛ لأنَّه بَشرٌ
يُخْطِئُ ويُصيبُ بِخلافِ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم فإنَّهُ معصومٌ من الخطأِ.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد