قَدِّرْ رَسُولَ اللهِ عِنْدَكَ وَحْدَهُ **** وَالقَوْلُ مِنْهُ إليْكَ ذُو تِبْيَانِ
مَاذَا
تَرَى فَرْضًا عَلَيْكَ مُعَيَّنًا **** إِنْ كُنْتَ ذَا عَقْلٍ وَذَا إِيمَانِ
عَرْضَ
الَّذِي قَالُوا عَلَى أَقْوَالِهِ **** أَوْ عَكْسَ ذَاكَ فَذَانِكَ الأَمْرَانِ
هِيَ
مَفْرِقُ الطُّرُقَاتِ بَيْنَ طَرِيقِنَا **** وَطَرِيقِ أَهْلِ الزَّيْغِ وَالعُدْوَانِ
****
هل ترى أنَّ الواجبَ عليكَ اتِّباعُ الرَّسولِ
أو غيرُ الرَّسولِ؟ فإنْ كانَ الواجبُ عليك اتِّباعُ الرَّسولِ قدَّمْتَ قولَهُ
على قوْلِ غيرِهِ كائنًا مَنْ كانَ، وإن كانَ الواجبُ هو العكسُ فهذا هو الضَّلالُ
-والعياذُ باللهِ- فلابُدَّ مِن أحَدِ أمْرَينِ: إمَّا أنَّكَ تَرَى أقوالَ
العُلماء تُعْرَض على أقوالِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم فما شَهِدَ لَهُ
الرَّسُولُ فهو حقٌّ، وإمَّا أنَّكَ ترَى العكسَ، وهُوَ أنَّكَ تعْرِضُ أحاديثَ
الرّسُولِ على أقوالِ العُلماءِ، فما وافَقَ قَوْلَ العالِمِ الَّذِي أُعجِبتَ به
أخذْتَه، وما خالفَهُ ردَدْتَهُ، فليسَ هناك إلاَّ هَذَيْنِ القِسْمَانِ، فالواجبُ
هو الأوَّلُ، وهذا هو قول الأئِمَّةِ، وهُم يُوصُونَنا بذلك.
افترقَتْ
هذه الفِرَقُ عِندَ هذا المُنعَطف، فأهْلُ الإيمانِ أخذُوا طرِيقَ الرَّسُولِ صلى
الله عليه وسلم، ومَشَوْا فيهِ، ولو خالَفَ قوْلَ أئِمَّتِهم ومشايِخِهم؛ لأنَّ
قوْلَ الرَّسولِ معصومٌ، وقول أئِمَّتِهم غيرُ مَعصومٍ، أمَّا أهلُ الضَّلال فبالعكسِ
أخَذُوا بقَوْلِ مشايخِهم، وتركُوا قوْلَ الرَّسولِ صلى الله عليه وسلم، فهذا
مُفتَرَق الطُّرُق.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد