حَتَّى مَتَى هَذَا الرُّقَادُ وَقَدْ سَرَى **** وفْدُ المَحَبَّةِ مَعْ أُولِي الإِحْسَانِ
وَحَدَتْ
بِهِمْ عَزَمَاتُهُمْ نَحْوَ العُلاَ **** لاَ حَادِيَ الرُّكْبَانِ وَالأظْعَانِ
****
لماذَا
لا تَسِيرُ مَعَ أهْلِ مَحَبَّةِ اللهِ؟ الَّذِينَ عَرفُوا أسماءَهُ وصفاتِهِ،
وأحبُّوه، وأحبُّوا لقاءَهُ سبحانه وتعالى، واستعدُّوا، لماذا تخلَّفْت عنهم؟ فما
حَرَمْتَ إلاَّ نفسَكَ، ولا جنَيْتَ إلاَّ على نفسِك، فلا ينفَعك التوسُّل بِجَاهِ
فُلانٍ أو بحقِّ فُلانٍ، فتوسَّلْ إلى اللهِ بأعمالِكَ الصالحَةِ، فلا ينفعك عملُ
الصَّالِحينَ، ولو كانوا من أقربِ النَّاسِ إليْكَ. قال تعالى: ﴿وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٞ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۚ وَإِن تَدۡعُ
مُثۡقَلَةٌ إِلَىٰ حِمۡلِهَا لَا يُحۡمَلۡ مِنۡهُ شَيۡءٞ وَلَوۡ كَانَ ذَا
قُرۡبَىٰٓۗ﴾ [فاطر: 18].
مِنَ
العادةِ أنَّ الذينَ يَسِيرونَ في الليلِ يحْدُو بهم الحادي بصوتِه؛ حتَّى
تتْبَعَهُ الإبلُ، وحتَّى ينْشَط النَّاسُ في السَّيْرِ في الليلِ، وَيُسَمُّونَهُ
حادِيَ الرَّكْبِ، وهذا مِن عادَةِ النَّاسِ في الأسفارِ خُصوصًا في الليلِ،
يتَّخِذُونَ حادِيًا بصوتٍ شجِيٍّ وبصوْتٍ بليغٍ، وحتَّى لا يضيعَ أحدٌ، فيمْشُون
خلْفَهُ والإبلُ يحْدُوها الحادِي فتَتْبَعُ صوتَهُ إذا سمِعَتْهُ، لكنَّ
الصالِحِينَ لا يحْدُو بهم حادي المسافرينَ، بل أنفسُهم هي التي تحْدُو بهم
لرغبَتِها في اللهِ عز وجل، فهي حادِيهم الذي يحْدُو بهم إلى اللهِ تعالى، فلم
يَحْدُ بهم غيرُهُم، وإنَّما عزَماتُهم ورغبَاتُهُم هي التي حدَتْ بهِم إلى الله
جل وعلا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد