×
التعليق المختصر على القصيدة النونية الجزء الثالث

لكن بإعراضٍ وتَجْهِيل وتَأ  ****  وِيلٍ تَلَقَّيْتُمْ مع النُّكْرانِ

أنكرْتُمُوهَا جَهْدَكُمْ فإذا أتَى  ****  ما لا سَبِيلَ لَهُ إلى نُكْرَانِ

أعْرَضْتُمُ عنه ولَمْ تَسْتَنْبِطُوا  ****  منه هُدًى لحقائقِ الإيمانِ

فإذا ابتُليتُمْ مُكْرَهينَ بِسَمْعِها  ****  فَوَّضْتُمُوها لا على العِرفانِ

لكِنْ بجهلٍ للذي سِيقَتْ لَهُ  ****  تَفْوِيضَ إعراضٍ وجَهْلِ معانِ

****

 فَهُم بَين ثَلاثَة أمُور: إمَّا أنْ يَرفُضوا سَمَاعهَا مِن الأصْل ويَقولوا: هَذه أدِلَّة سِمعيَّة ونَحن عِندَنا أدِلَّة عقْليَّة وبَراهين يقينِيَّة.

هذه أدِلَّة سمْعِيَّةٌ ليسَت بِقطعِيَّة الثُّبوتِ ولا الدِّلالةِ، فنَحن لا نَردُّ القَواطعَ العَقليَّةَ، وإذا أُكرِهُوا عَلى سَماعِها قالوا: نُؤوِّلُها فَليسَت عَلى ظَاهرها فَنلتَمسُ لَها تَفسيرًا على مُرادِنَا، وإذا عَجَزوا عَن التَّأويلِ قَالوا: تُفوَّضُ، لَيس لَهَا مَعنى، اللهُ أعْلَمُ بها، ومَعْنى هَذا أنَّ اللهَ أنْزَل عَلينَا مَا لا نَعْرفُه.

***


الشرح