لكن بإعراضٍ وتَجْهِيل وتَأ **** وِيلٍ تَلَقَّيْتُمْ مع النُّكْرانِ
أنكرْتُمُوهَا
جَهْدَكُمْ فإذا أتَى **** ما لا سَبِيلَ لَهُ إلى نُكْرَانِ
أعْرَضْتُمُ
عنه ولَمْ تَسْتَنْبِطُوا **** منه هُدًى لحقائقِ الإيمانِ
فإذا
ابتُليتُمْ مُكْرَهينَ بِسَمْعِها **** فَوَّضْتُمُوها لا على العِرفانِ
لكِنْ
بجهلٍ للذي سِيقَتْ لَهُ **** تَفْوِيضَ إعراضٍ وجَهْلِ معانِ
****
فَهُم بَين ثَلاثَة أمُور: إمَّا أنْ
يَرفُضوا سَمَاعهَا مِن الأصْل ويَقولوا: هَذه أدِلَّة سِمعيَّة ونَحن عِندَنا
أدِلَّة عقْليَّة وبَراهين يقينِيَّة.
هذه
أدِلَّة سمْعِيَّةٌ ليسَت بِقطعِيَّة الثُّبوتِ ولا الدِّلالةِ، فنَحن لا نَردُّ
القَواطعَ العَقليَّةَ، وإذا أُكرِهُوا عَلى سَماعِها قالوا: نُؤوِّلُها فَليسَت
عَلى ظَاهرها فَنلتَمسُ لَها تَفسيرًا على مُرادِنَا، وإذا عَجَزوا عَن التَّأويلِ
قَالوا: تُفوَّضُ، لَيس لَهَا مَعنى، اللهُ أعْلَمُ بها، ومَعْنى هَذا أنَّ اللهَ
أنْزَل عَلينَا مَا لا نَعْرفُه.
***
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد