ولنا الحقيقةُ مِنْ كلامِ إلهنا **** ونَصيبُكُمْ مِنْهُ المَجَازُ الثانِي
وقواطِعُ
الوَحْيَيْنِ شاهدةٌ لنا **** وعليكُمُ هَلْ يستوي الأمرانِ
وأدِلَّةُ
المعقولِ شاهدةٌ لنا **** أيضًا فقاضُونا إلى البُرهانِ
****
أهْلُ السُّنَّة يَقولونَ:
كُلُّ كَلام اللهِ حَقيقة، وكَذا كَلام رَسُوله، أمَّا أولَئكَ فَيقولُون: هُو
مَحمُولٌ عَلى المجَازِ وَليسَ هُو عَلى ظَاهِره.
قَواطِعُ
نُصوصِ الكِتاب والسُّنَّة شَاهدةٌ لنا، يَعنِي أَهْل السُّنَّة والجَماعَة
بِصحَّة مَا نَحن عَليه، وَهِي شَاهدَةٌ عَليكُم بِالبُطلان، فَهلْ يَستَوي
الفَريقَان؟ مَن يَشهَد لَهُ الكِتابُ والسُّنَّةُ أنَّه عَلى الحقِّ، ومَن
يَشهَدُ عَليهِ الكِتابُ والسُّنَّة أنَّه عَلى البَاطل، لا يَستَويَان.
كمَا
أنَّ الكِتَابَ والسُّنَّةَ شَاهدانِ لَنا، فَكذلِكَ العَقلُ الصَّريحُ شَاهدٌ
لنا؛ لأنَّ الكِتابَ والسُّنَّة لا يُمكِن أن يُخالِفَا العَقلَ الصَّريحَ فَلا
يَتعارضَان أبدًا، وأمَّا العَقلُ الفَاسدُ فَلا عِبرَة بِه، فالعَقلُ الصَّريحُ
يُوافقُ الكِتاب والسُّنَّة ولا يُخالفُهُما، ولِذلكَ صنَّف شَيخُ الإسْلامِ
كِتابَه المَشهُور: «مُوافَقَة صَريح المَعقُول لِصَحِيح المَنْقُول»، وهُو مِن
أجْوَد مَا ألَّفه الشَّيخُ رحمه الله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد